صفقة القرن عند الإيرانيين وبشار

مصطفى حاج بكري30 يناير 2020آخر تحديث :
صفقة القرن عند الإيرانيين وبشار

الصفقة التي أعلنها ترامب أول أمس وأطلق عليها صفقة القرن لم تجد شعبية بين الشعب الفلسطيني المعني رقم 1 بمضمون هذه الصفقة وقد أثارت فور الإعلان عنها ونشر بنودها جدلا واسعا بين رافض ورافض وخاصة بعد إرفاقها بخريطة تمثل حدود الدولة الفلسطينية التي تتضمن ضمنها مستوطنات يهودية وطرق الوصول إليها وكلها يفترض أن تكون تحت السيادة الإسرائيلية.

 

خريطة فلسطين1

هذا المشروع المسمى (صفقة القرن) لم يعلن أحدا من الفلسطينين تأيده لها البعض أعلن رفضه المطلق والآخر استفسر عن الحلول البديلة فيما كان موقف الحكومة الفلسطينية واضحا برفض صريح عنوانه “القدس ليست للمساومة ولا للبيع” وكذلك حماس رفضت بشدة الصفقة وعبرت عن هذا على لسان اسماعيل هنية الناطق السياسي باسمها “لقد حملت بنود عديدة تبدو جميعها مجحفة بحق شعبنا الفلسطيني وخاصة لمن يمني نفسه بحق أقرته الشرعة الدولية ألا وهو حق العودة الذي لم ولن نرضى عنه بديلا”.

صفقة القرن تبدو مشروعا أمروصهيوني سارع إلى رفضها بشدة النظام السوري وأيده حليفه الإيراني رفض الفريقان السوري والإيراني ليس غريبا فهما اعتادا المتاجرة بحقوق الشعوب المستضعفة وخاصة الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة بل أنهما نصبا نفسيهما ناطقا رسميا باسم هذا الشعب في مناسبات عده يتنطحون بكونهم رأس حربة لمحور أطلق عليه اسم الممانعة والمقاومة هذا المحور الذي يدعي الدفاع عن الشعب الفلسطيني وحقوقه له تاريخ طويل في رعاية وحماية هذه الحقوق.!

فقد تكفل بتشريد أكثر من 150 ألف عائلة فلسطينية خلال أقل من أسبوع واحد من مخيم اليرموك بحجة مكافحة الإرهاب متيمنا بخلفه حافظ الأسد الذي شرد وقتل سكان مخيم تل الزعتر بعد حصار دام أشهر ودمر المخيم فوق رؤوسهم مجزرتا الأسد الأب والاسد الابن بحق الفلسطينيين ليستا الوحيدتين فمسيرتهما عامرة بمثل هذه المجازر والانتهاكات ولعل أبرزها المعتقل السيء الصيت الذي أطلق عليه اسم (فرع فلسطين) الذي يعد واحدا من أسوء المعتقلات في تاريخ البشرية وفيه جرت أشنع عمليات التعذيب تعجز الكلمات عن توصيف مجرياتها وضمن أسواره تنتهك كل الحقوق الإنسانية رواد هذا المعتقل المسمى (فلسطين)  ليسو فلسطينين فقط بل يزج النظام السوري بفي غيابه كل معارض شرس أو خطير كما يصفونهم رجال أمن النظام. علّ فرع فلسطين هذا هو السبب المباشر الغير معلن لوقوف الأسد وداعمه الإيراني ضد صفقة القرن التي لم توضح لمن ستؤول تبعية هذا الفرع وكيف سيكون مصيره هل هو تحت الوصاية الإسرائيلية أم يبقى تحت سلطة النظام الأسدي الذي كان له الفضل في تأسيسه ولن يفرط فيه مهما كانت الضغوط فهو الوسيلة الأجدى التي مكنته من شعبه ومعارضيه والمقيمين في كنفه وفي مقدمتهم الفلسطينيين واللبنانين.

فرع فلسطين ليس نقطة الخلاف الوحيدة بل هناك فيلق القدس الذي قتل قائدة قاسم سليماني في الأمس القريب والذي يشترك مع شقيقه فرع فلسطين في مهمة قمع الشعوب وليس لهم من اسميهما أي نصيب.  القدس وفيلقها في إيران وفلسطين وفرعها في سوريا وما سيكون عليه مصيرهما هو مايؤرق محور المقاومة ويجعلها متوجسة من صفقة القرن التي يُخشى أن تكون قد حملت في بنودها السرية قرارات بشأن مؤسستي الإجرام تنطوي على تشتت شملهما وتجعلهما أثرا بعد عين وبالتالي تحد من إمكانيات وقدرة النظام السوري وحليفه الإيراني في قمع الشعوب وتكبح جماح كلبا الحراسة المتمثلة في فرع فلسطين وفيلق القدس اللذان لهما الفضل الأكبر في ظبط قطيع المقاومة وحمايته من ذئاب مفترضة ظل عواها يصل إلى مسامع القطيع كلما عانت قادة هذا المحور من مأزق ما أو إنحشر ذيل أحدهما في مفصل باب الغرب الإمبريالي الكافر على حد تعبيرهم كما يحصل في هذه الأيام  للجانب الإيراني رأس هذا المحور المانع المقاوم.

صفقة القرن ج5

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

اكتب ملاحظة صغيرة عن التعليقات المنشورة على موقعك (يمكنك إخفاء هذه الملاحظة من إعدادات التعليقات)
    الاخبار العاجلة