نية بن سلمان لإزاحة والده عن العرش

الساعة 2524 أكتوبر 2018آخر تحديث :
نية بن سلمان لإزاحة والده عن العرش

الديلي ميل تكشف لأول مرة معلومات جديدة عن سلم الوصول للحكم، وتؤكد بالدلائل نية بن سلمان لإزاحة والده عن العرش..

 

** محمد بن سلمان طاغية ويشكل تهديدا دموياً على الشرق الأوسط

** سجلات طبية للإستخبارات الالمانية تثبت إصابة محمد بن سلمان بالصرع والإضطرابات النفسية

** إنتقاد خاشقجي لسياسات بن سلمان وإطلاقه لـ”جيش النحل” تسببت في قتله

** بن سلمان يريد استخدام كرسي الملك ليصبح زعيما مثل صدام حسين

** بن سلمان واسرائيل عملوا على دفع ترامب إلى شن حرب على إيران لا أستغرب في أن يطلقون على ولي العهد السعودي لقب “صدام الصغير” ..

هكذا عنون الكاتب الإنجليزي البارز ميشيل بورليه مقالا له عن محمد بن سلمان تناول فيه ملابسات قضية الصحفي السعودي جمال خاشقجي الذي اغتيل في قنصلية بلاده بتركيا في الثاني من اكتوبر الجاري، حيث قدم المقال الذي نشرته الديلي ميل الإنجليزية سردا تفصيليا مدعما بالإدلة للقضية وعلاقتها بالحالة العقلية والنفسية لولي العهد السعودي محمد بن سلمان، كما تطرق الكاتب إلى نواياه وشغفه بإراقة الدماء ومخططاته لإحكام قبضته وإزاحة والده من عرش المملكة.

وفي متن المقال وصف بورليه محمد بن سلمان بأنه طاغية وغير مستقر نفسيا ويشكل شغفه بإراقة الدماء تهديدا للشرق الاوسط بكامله. وقال إن العالم الآن قطع الشك باليقين بعد أن عرف المصير الذي تعرض له خاشقجي، حتى وان لم تظهر التفاصيل البشعة التي صاحبت إرتكاب الجريمة ، حيث أعترفت المملكة العربية السعودية أخيرا بمقتله داخل قنصليتها باسطنبول، وزعمت المملكة بطريقة لا يقبلها العقل أنه قتل عن طريق الخطأ نتيجة لشجار وقع داخل القنصلية.

 

ويمضي الكاتب بالقول، إنه من المؤسف بالنسبة لخاشقجي “الكاتب المعارض الذي يمثل شوكة في خصر النظام السعودي” أن يختار الدخول في شجار مع فريق من السفاحين المدربين قوامه 15 فردا من ضمنهم حراس شخصيين لنخبة من أعضاء الأسرة الحاكمة وخبير في الطب الشرعي يحمل منشارا لتقطيع العظام !!. ويضيف، على النقيض من الرواية السعودية عن وفاة خاشقجي يبدو ان الرواية الشنيعة التي وصفت الطريقة التي تم بها إغتيال خاشقجي وسربتها السلطات التركية مقبولة وأكثر مصداقية، حيث تم إغراء خاشقجي البالغ من العمر “59” بالقدوم إلى القنصلية،الذي كان ينوي الزواج، ولكن بدلا من ذلك تم تعذيبه وقطع رأسه بواسطة “فرقة النمر” التي قدمت الى مدينة اسطنبول خصيصا لتنفيذ عملية اغتياله.

مؤكدا ان السلطات التركية ستكشف في الأيام المقبلة الغموض عن الكثير من التفاصيل المزعجة المتعلقة بالقضية من قبيل الكشف عن جدران القنصلية التي تم طلائها لإخفاء آثار دماء خاشقجي عليها، لافتا إلى أن البحث الذي يجريه فريق التحقيق التركي في منطقة الغابات في مدينة أسطنبول قد يكشف عن أجزاء من جسم خاشقجي، وهذا يفسر لماذا توجهت سيارات تابعة للقنصلية السعودية إلى تلك الغابات.

وفي معرض سرده يقول بورليه: كان الرئيس السابق لجهاز المخابرات البريطاني جون ساوريز قد قال إن الفريق الذي نفذ جريمة قتل خاشقجي قد تلقى أوامره من محمد بن سلمان، وهو الحكام الفعلي للمملكة العربية السعودية، وقد خلفت الجريمة ردود فعل دبلوماسية واسعة دمرت بشكل كبير سمعة المملكة. وأشار بورليه بأن أيا من التفسيرات ذات العلاقة بالقضية لا يمكن أن تبرر الوحشية والتهور الذي نفذت بها جريمة قتل خاشقجي، فالتفسير الأول هو ان النظام السعودي كان يعتبر جمال خاشقجي خطرا وتهديدا له، لأنه كان مطلعاً وعلى دراية إستثنائية بأمور الحكم في المملكة وذلك بحكم عمله مستشارا في الإستخبارات السعودية، كما أنه كان ينتقد سياسات ولي العهد السعودي في عموده الراتب بصحيفة واشنطن بوست الأمريكية.

وأكد بورليه في مقاله ان جمال خاشقجي كان راعيا لـ”جيش النحل” وهي منصة جديدة على الإنترنت ووسائل التواصل الإجتماعي تقوم بنشر رسائل المعارضين للنظام داخل السعودية وخارجها، كما توفر المنصة مساحة خاصة للمواطنين السعوديين ينشرون من خلالها قضايا الفساد في المملكة، ومن المرجح أن يكون إطلاق “جيش النحل” واحد من اسباب قتله. والأمر المزعج أن كل الدلائل تشير إلى أن ولي العهد السعودي البالغ من العمر 33 ويقدم نفسه على أنه رجل اصلاحات، تؤكد أنه تحول بسرعة كبيرة إلى طاغية ومستبد وغير مستقر وينافس صدام حسين في هذه الصفات، على حد قول كاتب المقال. ويضيف بورليه أن الكويتين الذين يشكل محمد بن سلمان قلقا بالنسبة لهم يعتبرونه “صدام الصغير” بعد ان وردت أنباء عن ان لديه خطط لغزو الكويت.

وِأشار الكاتب إلى ان جهاز الإستخبارات الألماني “BND” كان قد أصدر تقريرا في ديسمبر 2015 حذرت فيه من مغبة تغيير اسلوب القيادة في السعودية وتمركز السلطة في يد محمد بن سلمان الذي كان حينها وليا لولي العهد ووزيرا للدفاع، وتوقعت الأستخبارات الألمانية أن محمد بن سلمان سيحاول إزاحة والده من العرش وسيتخذ من كرسي الملك منبرا ليصبح من خلاله زعيما في العالم العربي على غرار صدام حسين. ويمضي بورليه في القول: إن السعودية التي ينظر اليها في الغالب على أنها حليف ذو قيمة عالية وموالية لسياسات الغرب، فإنها بمجرد وصول محمد بن سلمان لكرسي الملك ستترك المملكة ماضي علاقاتها لتلعب دورا إقليميا مزعزعا للاستقرار، وهذا ما كانت تخشاه الاستخبارات الألمانية التي وصفة ولي عهد المملكة بأنه مقامر ولا يتورع في استخدام القوة العسكرية من أجل تحقيق رغباته. وقال وبورليه إن تقرير الاستخبارات الالمانية في ذلك الوقت أثار الإستغراب في ظل العلاقات التجارية القوية بين البلدين “ألمانيا مثل بريطانيا تبيع الأسلحة للسعودية” ولا يوجد تفسيرا سوى أن الاستخبارات الألمانية كانت تعرف أشياء ما مثيرة للقلق.

ووفقا لمصادر خليجية يقول الكاتب في مقاله إن الاستخبارات الألمانية تحصلت على سجلات التاريخ الطبي لمحمد بن سلمان فعندما كان مراهقا تم علاجه من مرض الصرع في ألمانيا ويتضمن تاريخه الطبي سجلا للإضطرابات النفسية وهذا ما يفسر القلق حول حالته العقلية. مؤكدا أن الاستخبارات الالمانية كانت محقة حين كشفت عن طموحات محمد بن سلمان فمع وجود والده الملك سلمان “82” عاما الذي يعاني من مرض الزهايمر تمكن العام الماضي من الوصول إلى منصب ولي العهد. والان أثبت الألمان انهم كانوا على صواب فيما يتعلق بعدم استقرار حالة بن سلمان العقلية ، حيث أنه في عهده شنت السعودية حربا على اليمن وماتزال مستمرة بالرغم من انها خلفت 10000 من الضحايا اليمنيين وعرضت 11 مليون شخص للموت جوعا.

كما انه، اي ولي العهد السعودي، قد قام في نوفمبر من العام الماضي بإحتجاز رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري “يحمل الجنسية السعودية”، في العاصمة الرياض وأجبره على تقديم استقالته انتقاما منه لعدم إحتوائه للنفوذ المتزايد لحزب الله اللبناني المدعوم من ايران.

ويشرح بورليه المزيد من الدلائل التي تؤكد صحة تقرير الإستخبارات الالمانية عن الحالة النفسية والعقلية لولي العهد السعودي، ويقول إنه في نفس الشهر الذي اعتقل فيه رئيس الوزراء اللبناني، شن بن سلمان حملة اعتقالات سيئة السمعة في فندق الريتز كالرلتون بالرياض، حيث وجه الدعوة إلى 150 شخصا من النخب السياسية والاقتصادية بالمملكة لحضور مؤتمر دولي واستثماري كبير في الفندق الفخم، وعند حضورهم قامت قوة من الحراس المدججون بالسلاح بإعتقالهم، قبل أن يطلق سراحهم بعد أن وافقوا على دفع 100 مليار دولار، قال بن سلمان عنها إنها أموال مستحقة للدولة، وخلال اعتقالهم تعرض عدد من المليارديرات السعوديين لسوء المعاملة وبعضهم تم تعذيبه، فيما توفى ضابط جيش واحد على الأقل بسبب كسر في العنق، في الوقت الذي اختفى فيها تماما عددا من الاصلاحيين والاقتصاديين ووزارء مالية سابقين عقب انتهاء الحملة.

وخلال فترة قصيرة تمكن بن سلمان من التخلص من منافسيه لا سيما ابن عمه وولي العهد السابق محمد بن نايف الذي كان يتمتع بعلاقات أمنية قوية مع عدد من الدول الغربية. وكان بن سلمان يعمل على تحفيز الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لشن حرب كارثية ضد إيران، وهو أمر يريد الاسرائيليين والسعوديين تحقيقه، كما أنه كان قريبا من غزو دولة قطر، ولكنه استقر في النهاية على فرض حصار اقتصادي عليها، على حد تفسير بورليه.

كما أنه يخطط لفصل دولة قطر عن السعودية من خلال إنفاق 700 مليون دولار على حفر قناة مائية على طول الحدود البرية الفاصلة بينهم مع ترك مساحة كافية في المنطقة القريبة من قطر لإستخدامها كمدفن للنفايات النووية السامة. والسياسات التي انتهجها بن سلمان جعلت مجلس التعاون الخليجي يتحول الى انقاض بعد أن أصبحت الامارات والبحرين والسعودية في جهة والكويت وسلطنة عمان وقطر في جهة اخرى.

وكل هذه المعطيات سالفة الذكر تعيدنا الى قضية اغتيال خاشقجي الذي كان يعارض حصار قطر ويشكك في سياسات ولي العهد السعودي الاصلاحية الفاقدة للأرضية الاقتصادية الصلبة. وقال بورليه أن الانظار تتجه الآن نحو واشنطن في الوقت الذي يبدو فيه أن الرئيس الأمريكي قد عرف أن خاشقجي قد قتل،”الاستخبارات الأمريكية كانت قد اعترضت مكالمات صوتية اجراها منفذوا جريمة قتل خاشقجي من تركيا بهواتف في الرياض، ومن المتوقع أن تكون محتويات هذه المكالمات مدمرة.

ويؤكد الكاتب البريطاني ميشيل بورليه انه يجب على أمريكا الا تقلق من أن يرفع السعوديين أسعار النفط، حيث أن أمريكا أكبر منتج للنفط بفضل الطفرة الهائلة التي حققتها فيما يتعلق بالنفط الصخري، وعليه فمن المتوقع أن نرى الفريق الذي نفذ جريمة قتل خاشقجي قد جمدت اموالهم واصولهم ووضعت اسمائهم في قوائم الممنوعين من دخول الولايات المتحدة الأمريكية ، وفي نفس الوقت ممارسة الضغط على الملك سلمان لتقليص صلاحيات ابنه ولي العهد.

وفي هذه الاثناء سيحاول ولي العهد السعودي نفي تهمة علمه بالجريمة عبر إلقاء اللوم على عدد من المسؤولين السعوديين المارقين، وقد وردت أنباء بأنه قد تم إطلاق النار على خمسة منهم فيما تم قبض 18 شخص اخر، ويجري تقديم اللواء أحمد عسيري نائب رئيس المخابرات السعودية ككبش فداء بإعتباره المسؤول الاول عن الفريق، على الرغم من وجود ماهر عبدالعزيز مطرب وهو واحد من الحراس الشخصيين لولي العهد السعودي حيث أنه كان موجودا في اسطنبول في نفس يوم مقتل خاشقجي وقد التقطت له صورا هناك تثبت ذلك.

وقال بورليه إن السعودية تواجه مشكلة كبيرة لانها في هذه المرة لن تستطيع شراء مخرج لها من هذا المأزق لان الأمر في هذه الحالة مختلف فقد استخدمت المملكة قنصليتها في تركيا مسرحا لإرتكاب جريمة قتل ، وعليه ، يجب على الدول الغربية بما فيها بريطانيا طرد جميع الملحقين العسكريين والجواسيس السعوديين من أراضيها. كما يجب على الملك سلمان أن يعرف أن أبنه محمد قاتل وتلطخت سمعته في كل العالم وعليه أن يعيد النظر في أن يكون هذا القاتل هو خليفته في الملك. أما فيما يتعلق ببريطانيا فعلى الرغم من أن مبيعات اسحلتها للسعودية تدر أرباحا ضخمة الا أنها لا تشكل سوى نسبة 1% من إجمالي الصادرات البريطانية، لذا يجب على بريطانيا الا تتودد لبيت آل سعود. كمايجب على النواب البريطانيين ان يتخذوا موقفا حيال هذه القضية ، ويجب الا تسمح بريطانيا لزبائن اسلحتها التحكم في سياستها الخارجية.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة