محمد خدة .. كل هذا الاحتفاء؟

سلام ناجي حداد16 مارس 2020آخر تحديث :
محمد خدة

محمد خدة لليوم الثاني على التوالي يكون الأعلى بحثا على محرك البحث جوجل، وذلك بعد أن احتفى به عملاق البحث بوضع صورته على صفحته الرئيسية، يوم ميلاده أول أمس السبت 14 مارس/ آّذار، ضمن حفاوة بالغة بالذكرى التسعين من ميلاد الفنان التشكيلي الجزائري الشهير الذي يعد أحد رواد الفن التشكيلي الحديث في المغرب العربي وأحد أهم خطاطي اللغة العربية.

محمد خدة

فنان تشكيلي جزائري شهير، مولود في مدينة مستغانم في 14 مارس/ آذار عام 1930، ونشأ وتربى قرب الساحل الشمالي للجزائر غربي البلاد، وهي عاصمة ولاية مستغانم المطلة على البحر.

عاش طفولة مكافحة بجانب والديه الكفيفين لمساعدهم في العمل في مطبعة خاصة بهما، بينما كانت هوايته هي الرسم وتمكن من تعليم نفسه بنفسه، فقط كان بحاجة إلى فرشاة وألوان وورق، ليبدأ الفنان الصغير طريقه في التعلم عن طريق ما يسمى بالمراسلة وقت نشأته، لكنه فيما بعد توجه إلى التعلم الأكاديمي بالتوجه إلى مدينة وهران.

في عمر الـ23 انتقل الفنان الشاب إلى العاصمة الفرنسية باريس، ليبدأ حياته المهنية الحقيقية في العمل بمرسم عراندشومير المعروف، وهو ما استمر لنحو 10 سنوات كاملة، حتى تمكنت بلاده من الاستقلال من الاحتلال الفرنسي، عاد إلى الجزائر في عام 1962، وأقام معرضا للرسم في الجزائر يحمل اسم “السلام الضائع” وذلك بعد عام واحد من وصوله إلى بلاده.

محمد خدة تحول إلى رائد في المدارس الفنية التشكيلية بالجزائر بعد الاستقلال، ليكون أحد أعمدة قيام فن ما بعد الاستقلال، وكان عمود الخيمة على حد قول تقارير تاريخية لمدرسة الإشارة، التي كانت ضمن حركة فنية جديدة بدأت بعد عام 1965، وهو ما صنع فنا جديدا وأصيل في الجزائر المستقلة.

محمد خدة

كل هذا الاحتفاء؟

لخدة أسلوب متفرد من نوعه في وقت كان الفن التشكيلي الجزائري في حالة من الاستيفاق من زمن احتلت فيه البلاد واستشهد من أجل استقلالها مليون شهيد، فقد عمل الرجل على مزج أساليب الرسم الغربية المعروفة، مع الخط العربي الجمل ليكون بذلك توجها لجيل من الفنانين الجزائريين الذين عملوا لخلق إرث فني وثقافي متافعلة بين الخط العربي والمدرسة التجريدية، فيما كان له اهتماما بالعمارة الإسلامية والنحت، بنيما اعتبر الراحل غصن الزيتون رمزا لفنه.

كان محمد خدة أحد مؤسسي الاتحاد الوطني للفنون البصرية عام 1964، وساهم في تصيم العديد من اللوحات الجدارية الجماعية خلال سبعينيات القرن الماضي، معتمدا على الرسم اللا تشخصيصي محاولا جعل فنه أكثر أصالة بإضافة الفن الإسلامي وفيه نزعة تجريدية ونبذ تصوير وتشخيص أيضا، ممزجا فنه بالألوان الترابية وتشكيلات فيها من الفنون الإسلامية والكتابات العربية من زخارف الخطوط العربية الملونة المجردة.

محمد خدة

وبذلك كان خدة رائدا في الفن التشكيلي الصاعد في الجزائر وليس فقط محليا ولكن عربيا، بينما صنع أيضا عدد ضخم من التصميمات الخاصة بالأزياء والديكورات لمسرحيات فنية من بينها مسرحية الشهداء يعودون هذا الأسبوع والتي كانت رواية الطاهر وطار.

ولدى العديد من المتاحف حول العالم لوحات خاصة بالفنان الراحل محمد خدة كما يضم المتحف الوطني الجزائري ومتحف الفن الحديث بباريس أبرز أعماله، ولدى الفنان الراحل كتابين هما معطيات من أجل فن جديد، وصفحات متناثرة مترابطة، وتوفي الرجل في عام 1991 في العاصمة الجزائر، لكن الدولة انتظرت أكثر من عقدين لكي يتم تكريمه بإطلاق اسمه على جائزة للفنون التشكيلية.

لدى محمد خدة تاريخ حافل بالانجازات الفنية الكبيرة التي لا يمكن إغفالها، ويصنع جوجل من تاريخ ميلاده موعدا لصنع تريند يتفاعل معه الملايين حول العالم، وكأن جوجل يطرح السؤال، من هو محمد خدة على الناس ليصنع حالة عامة من المعرفة بالرجل المنسي.

موضوعات تهمك:

التشكيلي الفلسطيني الشريف.. الفن لدعم الأسرى

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

اكتب ملاحظة صغيرة عن التعليقات المنشورة على موقعك (يمكنك إخفاء هذه الملاحظة من إعدادات التعليقات)
    الاخبار العاجلة