مجموعة اتصال حول فلسطين

محرر الرأي24 فبراير 2019آخر تحديث :
مجموعة اتصال حول فلسطين

مجموعة اتصال حول فلسطين


المصالحة الفلسطينية، مع افتقاد الزخم الشعبي والروافع الاجتماعية، باتت غير ممكنة بدون توفر «مجموعة اتصال حول فلسطين»
كيف تتحقق المصالحة وتستعاد القائمة المشتركة فيما يدخل رعاة عرب وإقليميون حلبة التنافس الفلسطينية الداخلية بقوة وبمعادلة «صفرية»؟!
صراع المحاور العربية الإقليمية لا يقتصر على اختلاف الرؤى والتصورات للحل النهائي لقضية فلسطين بل يبني تحالفات مع أطراف فلسطينية تقترب من هذا المحور أو ذاك.
من دون مصر وقطر وإيران وبدرجة أخرى الأردن والسعودية والإمارات وتركيا لا تبدو فرصة كبرى لإنجاز المصالحة.
ما لم تنجح جهود المصالحة بالمدى القريب فقد لا تحدث أبدا، وهذا أحد أسباب استدامة الانقسام وتزايد مخاطر تحوله لانفصال.

بقلم: عريب الرنتاوي


للدول العربية المختلفة، مستويات مختلفة، وأدوات مختلفة لممارسة النفوذ والتأثير على «الساحة الفلسطينية»، بعد أن تحولت الساحة إلى ميدان من ميادين «صراعات الوكالة» لكيلا نقول «حروبها».

اقرأ/ي أيضا: قيادات فلسطين هم الخطر الأكبر على القضية الفلسطينية

بعض هذه الدول تستمد نفوذها من التاريخ والجغرافيا (مصر والأردن) وبعضها الثاني من الجوار المقترن بأهداف ومرامي «المقاومة والممانعة» كما هو الأمر بالنسبة للبنان وسوريا، وبعضها الثالث من المال والتمويل والإعلام، واستتباعاً من الدور الإقليمي لهذه الدول.

في السنوات القليلة الفائتة، تشهد الساحة الفلسطينية صراع محاور محتدما، تنخرط فيه محاور عربية وإقليمية متداخلة وممتدة، يمكن التمييز بين ثلاثة منها، على الرغم مما يعتور كل محور من هذه المحاور من تباين واختلاف في الأولويات والتكتيكات:

محور إيران سوريا حزب الله،

محور تركيا وقطر والإخوان المسلمين، محور (الاعتدال) العربي على ما فيه من تباينات واختلاف في الأولويات.

اقرأ/ي أيضا: الإمارات والسردية الصهيونية


صراع المحاور العربية الإقليمية، لا يقتصر على اختلاف الرؤى والتصورات للحل النهائي للقضية الفلسطينية، بل ويمتد إلى بناء تحالفات مع أطراف فلسطينية تقترب بهذه الدرجة أو تلك من هذا المحور أو ذاك.

هناك دائماً من بين الفلسطينيين، من يحظون بمعاملة تفضيلية لدى هذه العاصمة أو تلك … ولقد رأينا في الحملات الانتخابية لـ”عرب 48″، صورة من صور صراع المحاور، بعض الأحزاب العربية يحظى برعاية فضلى من هذه الدولة الخليجية، وبعضها الآخر يحظى برعاية دولة خليجية منافسة من محور آخر.

اقرأ/ي أيضا: مادورو العربي.. القائد البوليفاري الصلب

كيف يمكن للمصالحة الفلسطينية أن تتحقق، وكيف يمكن للقائمة العربية المشتركة أن تُستعاد، فيما يدخل الرعاة العرب والإقليميون إلى حلبة التنافس الفلسطينية الداخلية بكل قوة، ودائماً بمعادلة «صفرية»؟

لقد جربت دول محسوبة على محور محدد حظوظها في العمل على استعادة المصالحة والوحدة، لكنها أخفقت، لأنها ببساطة، أقصت من اللعبة رعاة عرباً وإقليميين آخرين.

يبدو أن المصالحة الفلسطينية، وفي ظل افتقاد الرافعين للوائها للزخم الشعبي والروافع الاجتماعية، باتت غير ممكنة من دون توفر «مجموعة اتصال حول فلسطين»، تضم دول نافذة في المحاور، كأن تلتقي مصالحها وأولوياتها حول ضرورة مساعدة الفلسطينيين لرأب صدوعهم ولملمة شتاتهم … مثل هذا الاحتمال يبدو عصياً على الترجمة وبعيداً المنال.

اقرأ/ي أيضا: أسئلة العلاقات الإماراتية الإسرائيلية

من دون مصر وقطر وإيران، وبدرجة أخرى الأردن والسعودية والإمارات وتركيا، لا يبدو أن ثمة فرصة كبرى لإنجاز المصالحة، ذلك أن بعض هذه الدول، بات يتوفر على حق النقض «الفيتو» حيال أي مشروع أو وساطة يجري تحريكها لهذا الغرض..

فشل مؤتمر موسكو، ينهض شاهداً على الحاجة لمجموعة الاتصال هذه، فلا يكفي أن يكون الوسيط بدرجة «دولة عظمى» كحال روسيا عل سبيل المثال، فالأهم أن تأتي جهوده مقرونة بضوء أخضر من الدول الداعمة والراعية.

اقرأ/ي أيضا: «المؤرخ» ضاحي خلفان يندد باحتلال المسلمين للأندلس!

وكلما ازدادت «اعتمادية» الفلسطينيين على حلفاء الخارج كلما اشتدت الحاجة لمجموعة الاتصال، وتقلصت الفرص أمام الوسطاء المنفردين لإصابة النجاح … و«الاعتمادية» الفلسطينية في تفاقم مستمر.

وعلى نحو يتوازى ويتزامن مع اشتداد أطواق العزلة والحصار التي تفرضها واشنطن وتل أبيب عليهم. وما لم تنجح جهود المصالحة في تحقيق مراميها في المدى القريب، فإن المصالحة قد لا تحدث أبداً، وهذا واحدٌ من بين أسباب عدة، لاستدامة الانقسام وتزايد مخاطر واحتمالات تحوله إلى انفصال.

اقرأ/ي أيضا: سياسية أمريكا الخارجية.. نموذج متكامل لفشل متكرر

عريب الرنتاوي كاتب صحفي أردني
المصدر: الدستور – عمّان

قضية فلسطين، المحاور العربية الإقليمية، “اعتمادية” فلسطينية، المصالحة الفلسطينية، مصر، قطر، إيران، تركيا

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

اكتب ملاحظة صغيرة عن التعليقات المنشورة على موقعك (يمكنك إخفاء هذه الملاحظة من إعدادات التعليقات)
    الاخبار العاجلة