مارتن لوثر والسلطة للزمن فحسب !!!

أحمد عزت سليم16 يونيو 2020آخر تحديث :
مارتن لوثر والسلطة للزمن فحسب !!!

مارتن لوثر والسلطة للزمن فحسب !!!

بقلم : ـــ أحمد عزت سليم …  مستشار التحرير

  عرف قاموس ويبستر العالمى : ــــ الأصولية بأنها المعتقدات الدينية المؤسسة على التفسير الحرفى للكتاب المقدس والتى تعتبر  أساسا من أجل الإيمان المسيحي  ، وخاصة بين بعض البرونستانت الأمريكان كحركة منبنية على هذه القواعد ، وهذه البروتستانتينية والتى نشأت فى الفترة من 1516 ــ 1520 وأكدت على أن الكتاب المقدس معصوم من الخطأ كل محتواه المتعلق بالتاريخ والغيب والخلق والميلاد والحشر ، وقد استنكرت الكنيسة الكاثوليكية دعوة مارتن لوثر ( 1483 ـ 1546 ) الذى ميز مجال الإيمان من مجال القانون ،  ففى مجال الإيمان يعيش المسيحى حرا منعتقا من كل قانون ، إنه قس أو كاهن كونى ، لكن هذه الحرية ليس لها معنى سياسى فهى روحية خالصة وداخلية ، أما فى مجال القانون فعلى المسيحى ان يطيع السلطة الزمانية طاعة غير مشروطة ، ومادام كل مسيحى كاهن نفسه فلا حاجة إلى سلطة الكنيسة التى عليها ان تخلى فى  المجال للسلطة الزمنية.التطرف المسيحي1

 استنكرت الكنيسة دعوة مارتن لوثر وحكم عليه مجمع فورمس (1521 )  بالطرد من الكنيسة وعده هرطيقيا وقضى بحرمانه ومطاردة مؤيديه   .

   وتم تقنين الأصولية في أواخر القرن 19 وبداية القرن 20 من قبل المسيحيين المحافظين جون نلسون داربي ، دوايت ل مودي ، ب ب وارفيلد ، بيلي صنداي ، وآخرين – الذين أقلقهم تأثر القيم الأخلاقية بالحداثة – وهو معتقد بأن البشر (وليس الله) هم من يخلقون ، ويحسنون ، ويعيدون تشكيل بيئتهم بمساعدة المعرفة العلمية، والتكنولوجيا ، والتجربة العملية ، بالإضافة إلى مقاومة تأثير الحداثة ، كانت الكنيسة تصارع حركة النقد العالي الألمانية والتي كانت تسعى إلى إنكار عصمة الكتاب المقدس .

     وولدت هذه الأصولية الحديثة رسميا عام 1910 مع  بعض جماعات البروتستانت التى أرجعت تراجع العقيدة المسيحية إلى العادات والأفكار الحديثة ، حتى تأسست الجمعية العالمية للمسيحين الأصوليين عام 1919 وعارض المذهب البروتستانتي أي توافق محتمل بين ما يتوصل له العلم الحديث وبين ما هو مدون في الكتاب المقدس ، مثال على ذلك رفضه لنظرية التطور والارتقاء لمخالفتها قصة الخلق التوراتية .التطرف المسيحي

    وكان هذا من الأسباب التي أعطت هذا المذهب زخماً قويا في فترة العشرينيات وتمسكت الحركة الأصولية غالباً بقدراً من التشدد للحقيقة، وهذا قاد إلى بعض الصراعات الداخلية وظهرت طوائف وكنائس عديدة إذ ترك الناس كنائسهم بإسم النقاء العقائدي  و تميزت هذه الأصولية  بإعتبارها نفسها حارسة الحق ، إلى حد رفض تفسير الآخرين للكتاب المقدس في وقت قيام الحركة الأصولية هذه ، كان العالم يتقبل الليبرالية والحداثة والداروينية ، وكان المعلمين الكذبة يغزون الكنيسة فكانت الأصولية رد فعل ضد فقدان التعليم الكتابي وتلقت الحركة ضربة قاسية عام 1925 عندما قامت الصحافة الليبرالية بتغطية محاكمة سكوب الأسطورية والذى طالب بتدريس الخلق والتطور البشرى فى المدارس التى تمولها الدولة ومن منطلق أن التطور لا يتعارض مع الدين وضد الأصوليين أنذاك الذين رأوا أن الكتاب المقدس له الأولوية على جميع المعارف البشرية وأعدوا ذلك انتهاكا قانونيا ودينيا بالرغم من أن الأصوليين ربحوا القضية ، إلا أنهم لقوا السخرية من العامة  بعد ذلك بدأت الأصولية في الإنشقاق وإعادة التوجيه  وكانت المجموعة الأبرز والأعلى صوتاً في الولايات المتحدة الأمريكية هي اليمين المسيحي ، وهذه المجموعة التي تعرف نفسها بالأصولية كان لها دور في الحركة السياسية أكثر من غالبية المجموعات الدينية الأخرى ومع تسعينات القرن الماضي كانت مجموعات مثل التحالف المسيحي، ومجلس البحوث الأسرية لها تأثير على القضايا السياسية والثقافية . وفي فترة الثلاثينيات والأربعينيات أنشأت العديد من المعاهد والكليات الأصولية المختصة بدراسة الكتاب المقدس، رافق ذلك أيضًا انشقاق بعض الجماعات الأصولية – مثل المعمدانيين- عن كنائسها مشكلة كنائس جديدة ، لتظل الجماعات والطوائف البروتستانتية الأقوى تعبيرا عن الأصولية المسيحية التي تفرع عنها مذاهب متعددة أيضًا لعل أشدها تطرفًا مذهب ” البيوريتانية التطهرية ” الذي ساد في إنجلترا في القرن السابع عشر وبمكونات خطابها التاريخى ، ويوجد في الولايات المتحدة أكثر من 200 طائفة داخل المذهب البروتستانتي وهم في حدود 100 مليون أمريكي ، وأكثر هذه الطوائف تشددًا في مفهوم ” عودة اليهود ” ( صهيوينة مسيحية ) هي الطائفة التدبيرية Indispensationalism)) وأشهر دعاتها “بات روبرتسون” المبشر التليفزيوني المعروف، و”جاري فالويل”، و”جيم بيكر”، وآخرون، وجميعهم يبشرون بعودة المسيح بعد إنهاء بناء هيكل سليمان ، ومع أواخر القرن العشرين بدأت المسيحية الأصولية بتأسيس مؤسسات إعلامية من أجل التبشير ولنشر الأفكار الخاصة بها، كما أنها تمكنت من التتغلغل في الحياة السياسية الأمريكية وأصبحت طرفا نافذا في اليمين المسيحي الأمريكي . وتاريخيا عزز البابا جريجوريوس الكبير   (  540604 ) من السلطة النهائية للكنيسة وقد وضعت هذه « العقيدة الشاملة » العقل في خدمة الإيمان ، فلا مسّوغ للعلوم ، في نظرها ، إذا لم تكن مفيدة لعلم الإلهيات وتفسير الكتاب المقدس وتعاليم آباء الكنيسة ، وتعليم أصول العقيدة ، وفي النصف الثاني من القرن العشرين برزت الأصولية الكاثوليكية التي ترى في الكنيسة ” شعب الله وتسعى إلى إقامة عالم كنسي مركزي (حاضرته الفاتيكان ( وتضفي على البابا وعلى تعاليمه وتصرفاته صفة القداسة ، وتغلق الباب في وجه أي حوار حول مسائل العقيدة أو الحياة الاجتماعية ، وتقصر حق تفسير النصوص المقدسة على الكورية البابوية ورجال الإكليروس ، وتنسب إلى البابا والكرادلة والمطارنة صفة العصمة ، وهي تتسم كغيرها من الأصوليات بالعودة إلى الماضي ،  وبالرغبة في فرض قانونها عنوةً ، وبادعائها امتلاك حقيقة مطلقة وناجزة في شؤون الدين والدنيا ( مجموعة باحثين،  الأصولية المسيحية .. النشأة والتأثير في السياسة الخارجية الأمريكية (  “ .

موضوعات تهمك:

قانون دور العبادة الموحد وتقنين أوضاع الكنائس

فكر الإنغلاق والتحجر والتصلب …

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة