المحتويات
كيف تدهور سوق الاوراق المالية في امريكا مؤخرا؟
بالتزامن مع الازمة الامريكية الصينية، وتداعيات ذلك التي اثرت على شركة هواوي العالمية، تدهورت سوق الاوراق المالية في امريكا مؤخرا، الامر الذي اكدته تحليلات أحد البنوك الاستثمارية الكبرى في وول ستريت، فسوق الأوراق المالية والتوقعات الاقتصادية في الولايات المتحدة في تدهور.
تحذيرات من الصراعات التجارية
ووجهت مورجان ستانلي تحذيرا من تداعيات تجدد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين وتراجع البيانات الاقتصادي، بدءا من هبوط السلع المعمرة والإنفاق الرأسمالي، إلى انخفاض في قطاع الخدمات، يعرضان الأرباح الأمريكية والنمو الاقتصادي للخطر.
واشارت البيانات الحديثة إلى أن الأرباح الأمريكية والمخاطر الاقتصادية أكبر مما توقع الجميع، وفقا لما أفاد به مايكل ويلسون، كبير إستراتيجيي الأسهم في الشركة.
انخفاض نشاط التصنيع
كما اظهر مسح حديث تم إجراؤه من قبل شركة البيانات المالية أي إتش إس ماركيت، والذي أظهر انخفاض في نشاط التصنيع إلى أدنى مستوى في تسع سنوات في شهر مايو. وكشف أيضا التقرير عن تباطؤ ملحوظ في قطاع الخدمات بالولايات المتحدة، وهو مجال رئيسي للاقتصاد الأمريكي والذي يتميز بمكاسب ضخمة في مجال الرعاية الصحية وخدمات الأعمال.
وجاءت العديد من التقارير الأخيرة انعكاسا لبيانات شهر أبريل، مما يعني أن البيانات ضعفت قبل تصاعد التوترات التجارية، وأفاد ويلسون بأنه بالإضافة إلى ذلك، قد تبدأ العديد من الشركات الرائدة في الاستسلام في النصف الثاني من العام، وهو ما توقعه العديد.
تراجع سوق الاسهم
وتراجع سوق الأسهم في بصورة كبيرة يوم الثلاثاء الماضي، مما زاد الخسائر الحادة لشهر مايو، ليتراجع مؤشر داو جونز 237 نقطة، وتراجع مؤشر إس أند بي 500 بنسبة 0.8% خلال الجلسة، وتراجعا بنسبة 4.6% و 4.8% خلال الشهر على التوالي.
من جهتهم، اعرب العديد من الاقتصادين عن توقعاتهم حدوث تراجع كبير في النصف الثاني من العام، ومن جانبهم خفض خبراء الاقتصاد في مورجان ستانلي توقعاتهم للناتج المحلي الإجمالي في الربع الثاني إلى نسبة 0.6% من نسبة 1.0%، ويأتي هذا بعد أن خفضت جي بي مورجان الأسبوع الماضي توقعاتها للربع الثاني إلى نسبة 1% من 2.25%.
تقرير السلع المعمرة
وجاء تقرير السلع المعمرة لشهر أبريل غاية في السوء، خاصة التفاصيل المتعلقة بطلبات البضائع الرأسمالية والشحنات، وعلق الاقتصاديون عقب تقرير مبيعات التجزئة لشهر أبريل الماضي، إلى أن التقارير تشير إلى أن نمو نشاط الربع الثاني في تراجع بشكل حاد عن وتيرة الربع الأول.
حرب تجارية
وحرصت العديد من الشركات الكبرى على ابداء إحباطها من الحرب التجارية التي شنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على الصين، وحذرت تلك الشركات والتي معظمها يعمل في مجال التكنولوجيا من التأثير السلبي على أرباحها. مع العلم أن إدارة ترامب قررت رفع التعريفة الجمركية على العديد من البضائع الصينية والتي تقدر بما يقرب من 200 مليار دولار، لترفع التعريفة من 10% إلى 25% في وقت سابق من الشهر الحالي مايو، مما أثار رد فعل مماثل من قبل الصين والتي قامت برفع التعريفة الجمركية على عدد من البضائع الأمريكية.
سوق السندات يتأثر بشدة
وأوضح الخبير ويلسون أن مخاطر السوق انعكست بصورة كبيرة على سوق السندات.
واشار إلى الظاهرة غير العادية في عائدات الديون الحكومية. فعندما يعتقد المستثمرون أن الاقتصاد مهيأ لتحقيق نمو صحي، يقوموا بشراء الديون من الحكومة الأمريكية لسنوات يتم تعويضهم فيها بأسعار فائدة أفضل من يقترض الأموال لشهور، وفي ظل الظروف العادية، تنخفض أسعار الفائدة على سندات الخزانة لأعلى، حيث يكتسب المستثمرون المزيد من أجل الحفاظ بالدوين لمدة عشر سنوات بدلا من أشهر.
مخاطر اقتصادية محتملة
على الرغم من ذلك، يمكن لهذا أن يتغير عندما يعتقد المستثمرون أن نمو الإنتاج الصناعي من المرجح أن ينخفض، وقد حدث ذلك في وقت سابق من العام، عندا تراجع العائد على سندات الخزانة الأمريكية الآجلة لعشر سنوات لأول مرة دون عائد للخزانة لمدة ثلاثة أشهر، وهي علامة يعتبرها الكثير في وول ستريت أنها إشارة على الركود الاقتصادي.
وأظهر تحليل مورجان ستانلي أن منحنى العائد المعدل قد انقلب لأول مرة في نوفمبر الماضي، وظل في المنطقة السلبية منذ ذلك الحين، متجاوزا الحد الأدنى من الوقت اللازم للإشارة إلى تباطؤ اقتصادي.
الامر الذي يشير إلى أن المرحلة الخطرة في الاقتصاد قد بدأت بالفعل منذ عدة أشهر، مما يضع الاقتصاد الحالي في منطقة قريبة للغاية من ركود اقتصادي شامل.
موضوعات تهمك:
عذراً التعليقات مغلقة