فيروس كورونا والبيرة والشوكولاتة.. يا له من فيروس محظوظ!

سلام ناجي حداد20 مارس 2020آخر تحديث :
فيروس كورونا

هل صدمت عزيزي القارئ في أحد المساءات المنزلية الجبرية بسبب فيروس كورونا عندما وجدت أمامك مقطع مصور من برنامج لبناني معروض على قناة “إم تي في”، ووجدت الحلقة تخصص فقرة كاملة عن “إيتيكيت الإصابة بفيروس كورونا”؟ بالطبع أظن نعم، وأظن أيضا أنك سخرت واستئت من تلك الحلقة باعتبارها استغلالا سخيفا للواقع الخطير الذي يعيشه العالم، ما يعتبر استهتارا بالوضع واستخفافا غير إنسانيا بآلام البشر وسط انتشار الفيروس بين عشرات الآلاف من الناس.

ساجعلك تتعجب أكثر عندما أخبرك عن أنه ليس في لبنان فقط تلك السخافات، بل إنها ظهرت في الإعلام المصري، وإعلام آخر في دول العالم غير العربي أيضا، حيث تداول نشطاء عدد من المقاطع لما يسمى بتزيين الكمامة، والتي كان أبرزها في برنامج يدعى السفيرة عزيزة، والمذاع على قناة “دي إم سي” وهي قناة شبه رسمية مملوكة لرجال من المخابرات في مصر.

لم يكن الحديث عن الكمامة المزينة في ظل مكافحة فيروس كورونا من خلالها هو الأول ولا حتى اتيكيت الإصابة فقناة “أو تي في” اللبنانية هي الأخرى صنعت محتوى مشابه عن اتيكيت التصرف في ظل انتشار الفيروس القاتل.

وإليكم خطوات مقترحة من تلك القناة للحديث عن ايتيكيت الإصابة بفيروس كورونا:

أولا الابتسامة مع وضع اليد على الصدر، بدلا من المصافحة باليد.

ثانيا ترك مسافة مع الآخرين.

ثالثا البقاء في المنزل.

رابعا تجنب ملامسة اليد للعينين والأنف والفم والأذن والوجه عموما خارج المنزل واستخدام معقم لليدين.

خامسا الامتناع عن التقبيل نهائيا.

سادسا عدم نشر الشائعات والأخبار الكاذبة عن الفيروس.

هل ترى تطابقا بين تلك الملاحظات الـ6 مع تعليمات منظمة الصحة العالمية؟ هل ترى اختلافا طفيفا في ذلك؟ هل تتفق معي أن تلك الإجراءات كلها لها طابع مختلف في طريقة العرض فقط بالطبع كل هذه الاسئلة تشير ببداهة إلى كل تلك المعلومات التي اعلنتها منظمة الصحة العالمية عن طرق الوقاية من فيروس كورونا، إلا أن تلك المقاطع استحدثت أسلوبا معينا لتنفيذها، ذات طابع معين يسمى في عالم الصحافة حاليا “life style” أو ما يمكن تعريفه بالحياة على الموضة.

لكن دعونا نذكر معلومات أخرى قد تفسر لنا سبب ذلك.

فيروس كورونا والبيرة والشوكولاتة

ثلاثة قصص ستوضح الكثير بشأن تلك الوقائع الغريبة التي حصلت في الإعلام العربي وإعلام آخر.

فيروس كورونا
المصدر: ديلي ميل

فيروس كورونا يحمل نفس الاسم التي تحمله شركتي بيرة وأخرى لمنتجات غذائية، الأولى أمريكية والثانية مصرية، في وقت ينتشر فيه الفيروس، فقد قالت شبكة سي إن إن الأمريكية في تقرير سابق لها، يحمل عنوان “لا وقت أسوأ على بيرة كورونا من وقت انتشار فيروس كورونا”.

التقرير تحدث عن أن ردود الأفعال حول آخر إعلان من الشركة لاقى انتقادات واسعة وعزوفا من المستخدمين الأمريكيين، في وقت يثار فيه الرعب من فيروس قاتل يحمل الاسم ذاته، بينما كانت ردود الأفعال تقول أن الإعلان منخفض الذوق، بينما وصفوا العلامة التجارية بالسيئة، في وقت كانت الشركة من أكبر شركات الجعة مبيعا في الولايات المتحدة الأمريكية وأشهرهم.

استطلاعات الرأي التي تم نشرها بشأن كورونا الجعة، تقول ان الشركة وتسويقها يعاني من ضجة سلبية جدا، في وقت قالت هيئة علاقات عامة أن 38 بالمائة من الأمريكيين لن يشتروا كورونا البيرة، بسبب تفشي مرض كوفيد 19 المسبب له فيروس كورونا، بينما قال 14 بالمائة من المستطلع رأيهم أنهم لن يشربوا كورونا البيرة في الأماكن العامة، وهو الاستطلاع الذي أخذ رأي 737 من مستخدمي البيرة في الولايات المتحدة.

بينما شركة “YouGov”، في استطلاع رأي قامت به مؤخرا، استنتجت أن المستهلكين لبيرة كورونا تراجعت نسبتهم إلى أدنى مستوى لهم منذ عامين، وهو الاستطلاع الذي أكد أن البروباجندا حول بيرة كورونا قد انخفض بشكل كبير منذ بداية العام.

بالنسبة لشركة كورونا التي تحمل الاسم منذ 100 عام حيث أنشأت عام 1919 من قبل تومي خريستو، وهو أول مصنع للشوكولاتة في مصر ومنتجاتها، (يصنع البسكويت بالشيكولاتة والكاكاو وغيرها من المنتجات). وعلى الرغم من ذلك فإن قسم التسويق في الشركة يعاني معاناة شديدة من الفيروس الذي عمره تقريبا أربعة أشهر.

مصدر في القسم بالشركة فضل عدم الكشف عن هويته، أكد أن المبيعات تعاني -مفضلا عدم الكشف عن أرقام- بينما ذكر أن هناك عزوفا عن شراء المنتج في السوق المحلية، في وقت يعد استخدام المنتجات المنتجة من قبل الشركة أمرا اعتياديا من قبل المستهلك العادي، منذ سنوات دون حاجة لرفع نسبة التسويق.

المصدر أكد أن الشركة تواجه مشكلة تعمل على حلها في قسم التسويق وتحاول حل الأمر من خلال التفكير في عدد من الحلول أبرزها زيادة الإعلانات، والتخفيضات، مشيرا إلى أنه بالفعل تم وضع عروض على منتجات الشركة بأسعار بلغت 10 بالمائة من سعر المنتج الواحد.

فيروس كورونا

أما القصة الثالثة فكانت في مؤتمر صحفي للمتحدث باسم الخارجية الصينية، تشاو لي جيان، والذي رد على سؤال حول إمكانية أن تتأثر المنتجات الصينية بعدوى فيروس كورونا التي ظهرت لأول مرة في الصين، ليرد قائلا: “إذا أوقفوا استخدام الكمامات الطبية والملابس الواقية وأجهزة التنفس الصناعي التي تنتجها الصين”.

لماذا؟ غير معروف بالنسبة للاقتصاديين سببا واضحا وأكيدا لذلك، إلا أنه من الممكن لنا ربط تلك المعلومات بحقائق يقوم على أساسها السوق الرأسمالي في العالم، وهو ما يتعلق بغزارة الإنتاج إلى جانب الانتشار والبروباجندا، والتلميع والتسطيح لأشياء كثيرة تتعلق بالمنتج مع محاولة تحسين الجودة، الأمر ذاته اجتماعيا يمكن انطباقه على طبقات مجتمعية معينة تعيش تلك الثقافة كليا بسب مستوى معيشي معين شبه معزول عن العالم.

يمكن تطبيق تلك العناصر على فيروس كورونا ستجده غزير الانتاج (وهذا شئ مؤسف جدا)، لديه جانب واسع من الانتشار فقد وصل 170 دولة دون جهد جبار تقوم به الشركات متعددة الجنسيات، إلى جانب تسطيح وبروباجندا يجدها جاهزة من قبل برنامج السفيرة عزيزة، ياله من محظوظ!

موضوعات تهمك:

هل كورونا المستجد مصنع مخبريا؟

فيروس كورونا يواجه عالم ذي أفكار مجنونة.. تعرف عليها

 

  • صنعنا ملفا كامل يحوي كل ما كتب عن فيروس كورونا لدينا يمكنكم الاطلاع عليه: حصاد الكورونا| ملف
التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

اكتب ملاحظة صغيرة عن التعليقات المنشورة على موقعك (يمكنك إخفاء هذه الملاحظة من إعدادات التعليقات)
    الاخبار العاجلة