صعيدى فى فندق سبع نجوم “داخل الطائرة”

الشاعر ع22 يناير 2019آخر تحديث :
صعيدى فى فندق سبع نجوم " داخل الطائرة"

صعيدى فى فندق سبع نجوم الجزء الثالث داخل الطائرة

الجزء الثالث

بقلم الفنان ناصر عثمان

انتهيت – مع حضراتكم – فى الجزء الثانى من المذكرات حينما اكتشفت – بعد وصولى للمطار – انه لا توجد تأشيرة سفر ( فيزا ) بالنسبة لى و حينها كان امامى أن اتخذ قرارا من أثنين ، اما ان اقلب الطاوله و اقول مش لاعب و اعود لكى التحق باسرتى قبل عودتهم الى الاسكندريه و انا حاملا لحقائبى و من قبلها حاملا لخيبة الامل ، و اما ان اواصل مغامرتى المثيره حتى الاخر ، و كما اوضحت لحضراتكم من قبل بأننى مغامر بطبعى لذلك فقد اخترت الخيار الثانى . و فى هذه الاثناء فوجئت بسيدة فاضله قد حضرت و عرفت نفسها لمسئول الجوازات بالمطار بانها مندوبة المهرجان بمصر و المسؤله عن اصطحاب الضيوف المصريين ، و قد تحدثت بطلاقه تحسد عليها مع المسؤول لدرجة انى قد اكتسبت جزء كبير من الشجاعه من خلال حديثها مع الموظف الكبير و اوضحت له – بكل ثقة – ان ضيوف المهرجان مرحب بهم حتى و لو لم يكن بيدها تأشيرة سفر لهم ، و حينما كثر الجدل بين الموظف و مندوبة المهرجان حضر رئيس هذا الموظف – و هو رجل يمتلك من البنيان الجسمانى قدر كبير و يمتلك من الهيبه قدر اكبر – و استفسر من مرؤوسه عن سبب كل هذا الجدال و حينما علم السبب نظر الى مندوبة المهرجان و قال هذه السيده لا يمكن ان تكذب و انا اثق فى كلامها و قام بالتوقيع على الاوراق بما يفيد الموافقه و تم ختم جواز السفر و السماح لنا بالتوجه الى صالة انتظار المغادرة . و اثناء جلوسى فى صالة الانتظار المخصصه للمسافرين و المتوجهين الى مطار اربيل فوجئت بشخص يجلس بجوارى شاهدته العديد من المرات على شاشات التليفزيون و على صفحات الجرائد و قد التف من حوله العديد من المسافرين و العاملين بالمطار لكى يلتقطون معه صور تذكارية ، من هو هذا الشخص هل هو وزير سابق أم رئيس وزراء اسبق ام ماذا ، نعم نعم لقد تذكرته انه زوج سندريلا السينما المصرية الراحله سعاد حسنى انه المخرج الكبير على بدرخان ، لقد تذكرته حينما قال له احد المسافرين استاذ على اسمحلى اخد واحده سيلفى مع حضرتك . و بعد الانتهاء من زحمة التقاط الصور مع المخرج الكبير على بدرخان وجدته فنان جميل و انسان اجمل فقد بدا يتجاذب معى اطراف الحديث و سالنى هل اول مره تذهب الى اربيل ام زرتها من قبل و قلت له بكل ثقه – لا اعرف من اين جاءت لى – بل اول مره تطىء قدماى سلم الطائرة اذا اراد الله ، و قد ابتسمت ابتسامه بلهاء لا اعرف سبب لها . و قد عرفت منه انه ذاهب لنفس المهرجان السينمائى الذى وجه لى الدعوه و لكن ليس بصفته فنان مصرى – مثلى – و انما بصفته عضو لجنة تحكيم للافلام السينمائية . بعد عدة دقائق من حديثنا سمعنا الاذاعه الداخليه للمطار تعطى تعليماتها لركاب رحلة اربيل بضرورة التوجه الى الطائرة ، و طبعا لكونها المره الاولى فى حياتى اخوض هذه التجربة فقد اتخذت من المخرج القدير على بدرخان دليل او قائد بالنسبة لى و جعلته يتقدم امامى بخطوتين و انا اهرول من خلفه و افعل مثلما يفعل ، فقد وجدته يحمل حقيبته التى كانت بحوزته فقمت بحمل اسطول الحقائب الذى اصطحبته معى ، و هنا سألت نفسى الاستاذ على ذاهب الى نفس المهرجان الذى اذهب اليه و لكنه يحمل حقيبه واحده من الحجم المتوسط فلماذا انا اصطحب معى اصطولا من الحقائب ذات الحجم الكبير جدا فلم اجد اجابه . المهم وجدت السيدة الفاضله مندوب المهرجان تقوم بحمل الحقيبه عن الاستاذ على تقديرا لسنه و مكانته فقلت لنفسى اذا حاولت ان تفعل معى مثل هذا الفعل فسوف ارفض بشده تصل الى حد رفض السفر و العوده الى الاسكندريه لانى لا احب ان يحمل عنى احد حقائبى ، و قد حلت هذه المشكله بتجاهلها حمل حقائبى و لله الحمد . سرت خلف الاستاذ بدرخان و وجدته يفتح حقيبته للتفتيش فقمت بفتح اسطول حقائبى للتفتيش و وجدت احد العاملين بالمطار يريد اخذ حقائبى فهممت ان اتشاجر معه و اعطيه كمية من اللكمات فى وجهه و كمية اكبر منها من الشلاليت ( جمع شلوت اى الركل بالقدم ) فكيف ياخذ منى اسطول الحقائب الذى يحتوى على شنطه انا سالفها من اخى الاكبر و لكن قبل ان اقدم على فعلى هذا نظرت الى الاستاذ بدرخان فوجدته سلم له حقيبته و هو مبتسم فعلمت انه امر طبيعى ، و سلمته الاصطول لكى يقوده و انا قلبى يعتصر من القلق ، و القيت نظره اخرى على الاستاذ على فوجدته يصعد سلم الطائرة فسميت بسم الله الرحمن الرحيم و صعدت من خلفه . ها هى اللحظه التى كنت احلم بها منذ عشرات الاعوام ان اتواجد داخل طائرة حقيقيه ، فقد تواجدت داخل طائرة مرجيحه منذ عشرات الاعوام فى سوق العيد بالمنشية بالاسكندريه و وقتها تمنيت ان تكون هذه المرجيحه و التى تسير بقوة دفع صاحب المرجيحه و من حوله من اهل الخير تمنيت ان تكون طائرة حقيقيه تسير ببنزين 95 ، و قد تحقق هذا الحلم بعد طول انتظار . جلس الاستاذ بدرخان على احد المقاعد بعدما نظرت المضيفه الجويه الى تذكرته و اشارت الى هذا المقعد و قد هممت ان اجلس بجواره و لكنها طلبت تذكرتى و اطلعت عليها و اشارت لى ان اجلس فى احد المقاعد ، و لكننى حزنت حزنا شديدا لاننى حينما جلست فقدت رؤية دليلى و قائدى فى هذه الرحله و شعرت وقتها كأننى طفل يتيم وجد نفسه فجئه فى صحراء ليلها طويل و لا يجد هادى له او شعاع ضوء . و لكننى جلست و لم استسلم لليأس و قررت ان اتخذ كل من تصل عيناى اليه كدليل بديل . بدات الرحله بوقوف مضيف و مضيفه جويه جنبا الى جنب لتتحدث المضيفه باللغه العربية و المضيف بالانجليزية لاعطاء التعليمات و ذلك بعد ترحيبهما بنا ، و قاما بشرح مواصفات الطائرة و وسائل الامان من انه توجد ثمانية ابواب للطائرة اثنين فى الامام و اثنين فى الخلف و اربعه فى الوسط و انه توجد اسفل كل مقعد جاكت امان يمكن ارتدائة فى حالة وجود اى عطل بالطائرة استعداد للقفز من باب الطائرة و هى بالسماء ، و فور سماعى هذه التعليمات تذكرت الزميل محمد هنيدى – فى فيلم فول الصين العظيم – و ما حدث له و بحثت عن جاكت الامان فلم اجده فصرخت بعلو صوتى فى وجه المضيف الجوى (( قول للسواق يقف على جنب انا نازل )) و حينما حاول المضيف ان يقوم بتهدئتى زاد قلقى اكثر و اصريت انزل و لكن المضيفه فهمتنى اننا فى عنان السماء و يستحيل ان يقف السائق بطائرته و اشارت لى على مكان جاكت الامان و كيفية استعماله و هنا هدأت قليلا ، و لكنى اشترطت عليهم بعدم دخولى الحمام اثناء الرحله حتى لا يتم شفطى مثلما حدث مع الزميل محمد هنيدى و لدى سبب اخر وجيه بأننى لا اتخيل ان ادخل الحمام و يوجد اسفل منى احد الاصدقاء او غير الاصدقاء يتم صرف مواسير الحمام فوق راسه . بعد اعطاء تعليمات الامان طارت الطائرة و وجدت المقعد الذى بجوارى فارغ فانتقلت لاجلس عليه حتى اكون بجوار النافذه و اشاهد لحظه الاقلاع اى ارتفاع الطائرة من على الارض تدريجيا و هى لحظه تحمل العديد من التناقضات الخوف و الرهبه من ناحية و المتعه و التشويق من ناحية اخرى فعندما تجد الارض و ما عليها من مبان تصغر تدريجيا الى ان تتلاشى فهو امر مثير جدا و قد شعرت بهزه فى الطائرة اثناء الطيران و لم اعرف كيف اتصرف فهل هى لحظه تعطل احد مروحيات الطائرة و بالتالى فى سبيلها الى السقوط و من ثم يجب عليه ارتداء جاكت الامان و من قبله قراءة التشهد ، فقلت حتى اتيقن هل هو تمهيد لسقوط الطائرة ام انه امر عادى انظر الى ردود افعال من حولى فنظرت الى يسارى و وجدت طفله صغيره تحمل فى يدها شاشه صغيره و هى ما يطلق عليها اهل الفرنجة الآى باد و تقوم باللعب عليها و هى سعيده جدا و نظرت خلفى فوجدت رجل كبير يقرا احدى الصحف و هو مطمئن و بالتالى ادركت انه امر طبيعى فسالت المضيفه الجوية اننى شعرت بهزه بالطائرة فما سببها فقالت لى انه امر عادى يسمى مطب هوائى ، طبعا لم افهم و لكننى قارنت بينه و بين سيرى بسيارتى فى احد الشوارع التى تقوم البلديه بحفرها لتركيب مواسير ثم تنسى ردمها او عمل اسفلت عليها ، و بعد قليل حضرت المضيفه و سالتنى تحب تاكل ايه فشكرتها و قلت لها اشكرك انا لسه واكل قبل ما اجى و لكن حينما علمت ان ثمن تذكرة الطائرة يشمل ثمن الغداء ايضا قلت لها ( طابخين ايه النهارده ) فقالت لى فضلة خيرك عندنا لحوم و فراخ فطلبت الفراخ و الغريب فى الموضوع ان بعد ساعه من الطيران وجدت وجبة الغداء قد وصلت لى و هى ساخنة جدا و هو الامر الذى جعلنى افكر كيف يأتى لى الطعام ساخن جدا بعد ساعه من الطيران و نحن فى السماء هل هناك مطبخ داخل الطائرة ام تم الاتفاق بين شركة مصر للطيران و احد كبرى المطاعم يحضرون الطعام دليفرى فوق السحاب ؟؟؟ بعد تناول طعام الغداء حضرت المضيفه لاخذ صينية الغداء و قد فرغت منه تماما لان الطعام واضح ان من قام بطبخه نفسه حلو فى الاكل و بعد عشر دقائق حضرت المضيفه تدفع امامها عربة مثل عربة المستشفيات التى يوضع عليها الحقن و الشاش و القطن و قد وضعت عليها ترمس من الحجم الكبير و قالت من يريد احتساء الشاى ؟ فنظرت لمن سبقنى و وجدت البعض منهم يطلب الشاى و البعض الاخر لا يطلبه و لا اعرف لماذا فهل من الزوق مثلا ان نرفض قلت ربما المهم انى قلت لا اشكرك و وجدتها بعد خمس دقائق اخرى عادت تدفع امامها نفس عربة المستشفى و لكن عليها ترمس اخر و قالت من يريد شرب قهوه ؟ فعرفت ان الذى رفض فى المره الاولى شرب الشاى يعرف ان هناك انواع اخرى من المشاريب فطلب البعض شرب القهوه و لاننى احب ان اشرب نيس كافيه لم اطلب ان اشرب قهوه و انتظرت ان تمر علينا مره ثالثه و هى تحمل ترمس النيس كافيه و لكن انتظارى طال طويلا و علمت انهما مشروبان فقط الشاى و القهوه و لا يوجد النيس كافيه و حزنت كثيرا . بعد مرور ما يقرب من ساعتين تحدث المضيف فى الاذاعه الداخليه نحن الان فوق الاراضى العراقيه و بعد حوالى عشر دقائق من الان نهبط الى مطار اربيل الحمد لله على سلامتكم نرجوا ربط الاحزمه و عدم التحرك . و بعدعدة دقائق شعرنا بالطائرة تقلل من سرعتها و تترنح قليلا و تقوم بالهبوط و تهبط معها احشائى داخل بطنى تماما مثلما كنت اركب المرجيحة فى سوق العيد فى شارع النصر بالمنشيه فى الاسكندرية ثم شعرنا بارتطام شديد بعض الشىء و هى لحظة لمس عجل الطائرة ارض المطار ، و اخيرا الحمد لله هبطنا الى ارض مطار اربيل بكوردستان بشمال العراق ، و وجدنا ترحاب شديد من اصدقاء فماذا فعلت معهم هذا ما سنعرفه فى الجزء الرابع بمشيئة الله تعالى

 

اقرأ/ى أيضا:

المحتويات

تراجع ايرادات السينما الأمريكية وفيلم جلاس” الأعلى إثارة على القمة

“وجوة خلف القضبان” مسلسل جديد للفنان الكويتى جاسم النبهان

جديد هالة صدقى مسلسل ” بركة ” وجديد عمرو سعد فيلم ” تصفية حساب”

السقايتقاضى 35 مليون عن مسلسلة الجديد وجديد ياسمين صبرى مسلسل” حكايتى”

الجيزاوى لـ”الساعة 25″: جائزة عبد القدوس تحمل اسماً كبيراً ورمزاً مهماً

 

فيلم الكتاب الأخضر ينافس بقوة على الأوسكار

قصيدتان من شعر العامية للشاعر على الحكيم

 

 

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

اكتب ملاحظة صغيرة عن التعليقات المنشورة على موقعك (يمكنك إخفاء هذه الملاحظة من إعدادات التعليقات)
    الاخبار العاجلة