حقيقة الفكر الغربى الأصولى

أحمد عزت سليم31 ديسمبر 2019آخر تحديث :
حقيقة الفكر الغربى الأصولى

حقيقة الفكر الغربى الأصولى

7 ــ ــ الغرب الداعم الأساسى للإرهاب عالميا

ــ الغرب الداعم الأساسى للإرهاب عالميا
لا يمكن إرجاع الأصولية فقط ــ كما اعتمد أغلب الباحثين فيها ــ إلى الظهور والنشأة الغربية فحسب ، فقد أسست أنظمة الحكم التى وصمت نفسها كدولة دينية سواء ما عرف بالدولة والخلافة والإمارة الإسلامية أو كما فى الديانات الأخرى كالهندوسية على سبيل المثال لا الحصر ، فلم يخل منها أية دين ، وسواء كانت هذه الأصولية منخلقة من القوة والسلطة والحكم أو من أثار الواقع الإضطهاى والقمعى والاستعمارى الذى عاشته الشعوب والملاحقات الأمنية لمعارضى السلطة على اختلاف تواجهاتهم السياسية والفكرية والدينية لإحكام قبضة الأنظمة على السلطة ، أو لمواجهة عمليات الاحتلال والاستعمار وعمليات التبشير أيا كان نوعها والتبعية الدينية لها أو مواجهة السياسات الغربية القائمة على الدعاية التى استهدفت الحياة فى البلدان الأخرى والتى روجت بان بأن الإسلام العدو للحياة والتقدم والذى يشكل التحدى الأكبر لها والذى لابد من مواجهته والقضاء عليه وفى ذات الوقت تسييد ودعم المخططات التفكيكية والهدمية لأركان الدول التى عرفت الاستقرار بدعم الحركات الإسلامية المناهضة للحكم تأكيدا للصراع وصولا إلى الاقتتال ، ولتصبح الدول الأوربية المكان الجاذب للحركات الإسلامية ولدرجة التى أطلق فيها البعض على لندن العاصمة البريطانية ” لندن ستان ” لدعمها الحركات المتطرفة والإرهابية و لتشكل عمق العمل الحركى المتطرف لها ماليا وتخطيطيا وتنظيميا ودعائيا وحماية رموز هذا العمل وحتى الذين يدعون منهم مباشرة للإرهاب والعنف والفتن ، وكنموذج عملى للمخططات الغربية وعلى سبيل المثال : إيواء ودعم التيار الجهادى وعلى سبيل المثال : ـــ من أبرز الشخصيات المؤثرة في حركة الجهاد العالمي .

ــ أول رسالة إلكترونية في تاريخ الإرهاب الإلكتروني

فمنذ أسامة بن لادن وافتتاح مكتب تنسيق في لندن كان هو أرضية انطلاق فكرة تنظيم القاعدة ، وأول رسالة إلكترونية في تاريخ الإرهاب الإلكتروني كانت متجهة إلى هذا المكتب ، وأول اجتماعات على مستوى التنسيق العالمي الجهادي كانت في لندن ، ومع الإيواء القوى للحركات الواسعة الانتشار الحركى وبتنظيماتها الدولية وفى مخطط لدعم حركتها وقياداتها ورموزها وأموالها وتسييد حركاتها فى الدول المستهدف تفكيكيها وضرب استقرارها ، وبل واستعانة بعض الأنظمة الديكتاتورية المختلفة بالجماعات الأصولية لضرب معارضيها من الحركات اليسارية وكما شهد نظام حكم السادات فى مصر، ومع كون أغلب ممثلى السلطات الدينية يخضعون تاريخياً للسلطة السياسية بشكل فى أغلبه خضوعا كاملا، ولا يزيد دورها عن تبرير السلوكيات الاستبدادية للسلطة السياسية ، ومع فشل السياسات والأنظمة المعتمدة على الأفكار الغربية أو الاشتراكية على حد سواء فى النهوض بالمجتمعات التى تبنتها .

تصاعد الإرهاب مع العولمة الغربية

في الواقع العالمى الآنى ” حصدت ” المنظمات الإرهابية مكاسب من عملية العولمة الغربية والذى قدمت لها حرية المتزايدة فى الحصول على السلاح والتدريبات التى أدت إلى تحسين أساليب عملها العسكرية القتالية وفى التدريب الذى قام به الغرب لكى يقومون ىتصنيع المتفجرات وصيانة أسلحتهم . وفى إطار ذلك تأمينا لهم إعتمدوا على أن يمتنعوا عن استخدام المتفجرات المصنوعة في المصنع على سبيل المثال ، وبدلاً من ذلك يستخدمون المواد التي يمكن الحصول عليها بسهولة من مصادر محلية ( مثل نترات الأمونيوم ) . و يتم استخدام المواد المصنوعة محلياً بفاعلية واسعة النطاق و أكبر لتحقيق الأهداف الإرهابية . ولعل أفضل مثال على ذلك هو حقيقة أن تنظيم القاعدة استخدم مواد محلية الصنع من أمريكا ( طائرات بوينغ ) لتدمير الأهداف الأمريكية في 11 سبتمبر .
وبما أدى ذلك إلى أن هناك خطرا متزايدا قائما بقوة أثبتته من قيام المجموعات الإرهابية بتطوير القدرة على تنفيذ هجمات من شأنها أن تتسبب في موت جماعي . وأصبحت الخطورة العالمية التى يدعمها الغرب تتمثل فى أن تكون الهجمات الإرهابية القادمة مماثلة تماما لتلك التي في بالي ومومباسا بل وأقوى تأثيرا منها ، بل ومن المحتمل جدًا أن تكون الهجمات الانتحارية هي الطريقة المفضلة للهجوم على المدى الواسع فى العالم . ومما يزيد من تعقيد المشهد حقيقة أن العديد من أدوات تحقيق الموت الجماعي التي كان من الصعب الحصول عليها في السابق اصبخت فى ايديهم من خلال الدعم التقنى للغرب لهم بل وصولا إلى تدريبهم العملى عليها فى مراكز سرية بأوربا ، وقد أصبح الآن من السهل على سبيل المثال ، وجود 22 مليون صاروخ مضاد للطائرات غربية الصنع والتوريد ، بل وكثير منها موثق ومؤرخ ويباع بسعر رخيص نسبيًا في السوق السوداء .
في حين أن “جهاز الأمن” الموجود في المطارات أكثر شمولًا وتطوراً مما كان عليه قبل عامين ، إلا أنه من المفزع حقًا حجم الفجوات الأمنية في وسائل النقل الأخرى ، ومدى تعرضنا للهجوم. لا يوجد أي أمان حقيقي في القطارات والحافلات أو خارج المدن أو للأهداف ” السهلة ” ، والمخاطر ” السيبرانية ” لشبكات الاتصال المدنية والعسكرية لدينا هائلة ، وتأثير الهجوم الناجح كارثية للغاية بحيث لا يمكن التفكير فيها. ستظل مواطن الضعف هذه موجودة في المستقبل المنظور ، لأن التكاليف المرتبطة بمعالجة الفجوات بجدية مرتفعة للغاية. بغض النظر عن مدى سلامة الأمن ، فلن يكون من الجيد على الإطلاق إحباط جميع التهديدات الإرهابية التي نواجهها.
ولكن لا يفتصر الأمر على ذلك أيضًا بل أن الغرب ساهم بقوة فى كيفية تمويلها راسماليا ، وعلى سبيل المثال ، قامت الجماعة الإسلامية المدعومة من الغرب بإنشاء أكثر 100 شركة تجارية فى كافة أنحاء العالم ومساهمة البنوك الأوربية فى تداولها الرأسمالى عبر فروعها فى العالم وتحت إشراف السلطات الأوربية وكان بنك التقوى مثالا لذلك لتوفير وإدارة مجموعة كبيرة من مصادر التمويل لعمليات الإرهابية ولم يقم الغرب أغلب الفترات من القيام بالعمليات التأمينية الرأسمالية والتى يتعين على وكالات إنفاذ القانون والمخابرات تحديد مصادر التمويل لهذه الجماعات الإرهابية ، إلا فيما يحمى مجتمعاته ومصالحه فقط .
ليس هناك شكا مطلقا في أن العالم في لحظة فارقة في التاريخ سيدفع ثمنها كل من شارك فى دعم هذه العمليات الإرهابية ، فكيف سنحارب دول العالم بشكل جماعي الإرهاب ومنظماته الإرهابية وفى ظل إستمرارية الدعم الغربى الشامل له . ومع حقيقة بأن كل الهيئات الدولية مثل مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة والأمم المتحدة بكل مؤسساتها غير قادرة على التوصل إلى توافق في الآراء بالأغلبية حول أفضل طريق للقضاء على الإرهاب وتهديداته حيث تشكل المصالح المستهدفة والصراعات قرارات الدول والتحالفات العالمية ، وقد فشلت الأمم المتحدة في فرض حل فعال ومقبول للفظائع على سبيل المثال في رواندا والبوسنة وفى مواجهة الإرهاب الصهيونى ضد الفلسطينيين ، واصبحت المنظمة غير مهمة في تحديد مسار الشؤون الدولية اليوم وفى مواجهة الإرهاب أكثر من التصويت الذى لا قيمة له ، واصبح قرارا المواجهة فى يد الغرب فقط طبقا لمصالحة الإستراتيجية رأسماليا وإقتصاديا وسياسيا وعسكريا ، ولا دور حقيقى للناتو ( منظمة حلف شمال الأطلسي ) إلا دعم مصالحة فقط ولا حماية يقوم بها إلا من أجل ذلك وأصبحت أغلب الجماعات الإرهابية أداة من أدواته الداعمة لقدراته التهديدية والمخابراتية وتاكيدا لقدراته فى فرد سياسات الغرب على العالم .

قد يهمك أيضا

دونهم فلن يكون هناك إلهاً. إدعاءات لاهوت العهد الإلهى الأبدى(1)

فضائح صهيونية .. الفساد الرأسمالى هو من يحكم الكيان الصهيونى

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

اكتب ملاحظة صغيرة عن التعليقات المنشورة على موقعك (يمكنك إخفاء هذه الملاحظة من إعدادات التعليقات)
    الاخبار العاجلة