أدب الكوارث .. 7 روايات تحدثنا عن كورونا

محمد الرحيمي15 مارس 2020آخر تحديث :
أدب الكوارث .. 7 روايات تحدثنا عن كورونا

الكوارث تحل تباعًا في أزمة الصحة العالمية، انتشار وباء الكورونا، حيث تقفز الأخبار كل دقيقة على الشاشة معلنة عن مصابٍ هنا، وفاة هناك، وإجراءات استثنائية تأخذها جميع دول العالم واحدة تلو أخرى. في هذه الأجواء مرحب بالدخول إلى عقل كاتب، والتنزه في حديقة خيال أبرز الكتاب العالميين، ومعرفة كيف صور البشر الكارثة قبل وقوعها على الورق, كيف تخيلوها، والأهم المعنى الإنساني الذي يظهر بين السطور، فهذا أهم ما نحتاج إليه اليوم. موقع الساعة الخامسة والعشرون أعد لكم قائمة بأهم 7 روايات تحدثت عن الكورونا قبل ظهوره.

المحتويات

العمى

هي رواية للكاتب البرتغالي الحاصل على نوبل في الأدب، جوزيه ساراماجو، وتعتبر من أبرز أعماله الأدبية. تدور الرواية عن ظهور وباء غامض يصيب إحدى المدن، حيث يصاب أهل هده المدينة بالعمى فجأة، مما يخلق موجة من الذعر والفوضى العارمة التي تؤدي إلى تدخل الجيش من أجل السيطرة على الأوضاع، ولكن الوضع يزداد مأساوية حين يتخلى الجيش على الحشود العاجزة والواهنة، ما يؤدي ذلك إلى سيطرة العصابات على ما تبقى من طعام ودواء، ويبدأ الناس في الاقتتال فيما بينهم.

تلقى القصة الضوء أيضاً على الجانب الإنساني المتمثل في الطبيب وزوجته وعائلته، الذين بقوا متماسكين حتى اندثار المرض فجأة كما ظهر. تتحدث الرواية عن العمى الفكري حيث قالت زوجة الطبيب في نهاية الرواية ” لا أعتقد أننا عمينا بل أعتقد أننا عميان يرون، بشر عميان يستطيعون أن يروا لكنهم لا يرون” في إشارة أيضاً أن الأخلاق البشرية و المبادىء الانسانية هشة أمام العوز البشري. وقد تحولت الرواية إلى فيلم بعنوان Blindness.

الطاعون

رواية للكاتب الفرنسي ألبير كامو، صدرت سنة 1947. حاز عنها جائزة نوبل في الأدب. تروي قصة عاملين في المجال الطبي يتآزرون في عملهم زمن الطاعون بمدينة وهران الجزائرية. تطرح الرواية أسئلة حول ماهية القدر والوضعية الإنسانية. تغطي شخصيات القصة طبقات اجتماعية مختلفة من الطبيب إلى المطلوب لدى العدالة، ويصف وقع الوباء على الطبقة الشعبية. وتعد رواية الطاعون هي أول نجاح كبير للكاتب من حيث المبيعات 161 ألف نسخة في السنتين التي تلت النشر، وملايين النسخ منذ ذلك التاريخ.

فيلسوف وجودي وكاتب مسرحي وروائي فرنسي. ولد في قرية الذرعان التي تعرف أيضاً ببلدة مندوفى بمقاطعة قسنطينة بالجزائر، في بيئة شديدة الفقر من أب فرنسي، قُتل والده بعد مولده بعام واحد في إحدى معارك الحرب العالمية الأولى، ومن أم أسبانية مصابة بالصمم. تمكن ألبير من إنهاء دراسته الثانوية، ثم تعلم بجامعة الجزائر من خلال المنح الدراسية وذلك لتفوقه ونبوغه، حتى تخرج من قسم الفلسفة بكلية الآداب. انضم للمقاومة الفرنسية أثناء الاحتلال الألماني، وأصدر مع رفاقه في خلية الكفاح نشرة باسمها. ما لبثت بعد تحرير باريس أن تحولت إلى صحيفة “الكفاح” اليومية التي تتحدث باسم المقاومة الشعبية، واشترك في تحريرها الفيلسوف الفرنسي الشهير جان بول سارتر. وفي عام 1935 إلى الحزب الشيوعي الفرنسي، ثم تركه. ورغم أنه كان روائيا وكاتبا مسرحيا في المقام الأول، إلا أنه كان فيلسوفا. وكانت مسرحياته ورواياته عرضًا أمينًا لفلسفته في الوجود والحب والموت والثورة والمقاومة والحرية، وكانت فلسفته تعايش عصرها، وأهلته لجائزة نوبل فكان ثاني أصغر من نالها من الأدباء.

الرجل الأخير

هي رواية خيال علمي كارثية بقلم ماري شيلي، نشرت لأول مرة في عام 1826. ويروي الكتاب عالما مستقبليا دمره أحد الأوبئة. وقد تلقت الرواية تقييمات قاسية في ذلك الوقت، وكانت غير معروفة تقريبا حتى ارتقاء أدب الكوارث في الستينات. وتشتهر الرواية بأنها شبه سيرة لشخصيات الأدب الرومانسي في دائرة شيلي، وبالأخص زوجها الراحل بيرسي بيش شيلي واللورد بايرون. وتعتبر الرواية أولى الروايات التي فتحت الباب لأدب الكوارث، والرواية مترجمة للعربية تحت عنوان “الإنسان الأخير” على جزئين، الطاعون، والحب.

وماري وولستنكرافت شلي هي الكاتبة الإنجليزية مبدعة شخصية فرانكنشتاين المعروفة عام 1818 وزوجة الشاعر بيرسي بيش شيلي، ولدت في لندن لعائلة مثقفة، إذ كان والدها الكاتب والمفكر ويليام غودوين ووالدتها الكاتبة ماري وولستونكرافت التي كانت من أولى المدافعات عن حقوق المرأة، وتوفيت إثر ولادة ابنتها التي نشأت في جو من الحرية والثقافة العالية.

الطريق

هي رواية تتحدث عن ما بعد نهاية العالم، صدرت عام 2006 للكاتب الأمريكي كورماك مكارثي. يسرد فيها الكتاب رحلة لأب وابنه الصغير على مدى عدة أشهر، عبر منظر طبيعي تفجره كارثة غير محددة دمرت معظم الحضارة. نالت الرواية شهرة عالمية، وتصدرت الأكثر مبيعًا خلال سنة إصدارها، كما حصلت على جائزة بوليتزر للقصص الخيالية وغير الواقعية. وتحولت إلى فيلم بنفس العنوان The Road.

ومكارثي روائي ومؤلف مسرحي وسيناريست سينمائي أمريكي من مواليد بروفيدانس، في عام 1933. كان والده محامياً لامعاً. لكن مكارثي قطع دراسته وتمكن من أن يحصل على تكاليف معيشته كميكانيكي سيارات. ويتحدث آخرون عن حياة قاسية عاشها؛ كان ينام تحت الجسور، وفي غرف السجون، أشبه بالمتشرد، بالضبط كما صور فيما بعد بطل روايته ” الضائع” الذي ترك عائلته البورجوازية لترمي به الأحداث إلى نهر تينيسي وينتهي هناك.

إيبولا 76

يرصد أمير تاج السر عوالم غرائبية في روايته إيبولا 76، وهي الرواية العربية الوحيدة معنا في هذه القائمة، محاولاً إيجاد مدينة عادية، فيها شوارع ومتاجر، وملاهٍ ومواخير، وزيجات وطلاقات وقصص حب كاملة وناقصة.
تدور الرواية حول مرض الإيبولا الذي اجتاح غرب أفريقيا وجنوب السودان أواخر عام 1976. وبين عشش الكرتون، في أحقر حيّ سكني في منطقة أنزارا، جنوب السودان، يكبر بطل روايته لويس نوا على وقع طفولة بائسة. الشاب الذي يعمل في مصنع للنسيج، يقرّر الزواج بأول فتاة يراها تبتسم، تينا بائعة الماء في الشوارع، ستصبح زوجته. لكن العامل البسيط ما يلبث أن يخونها مع خادمة الغرف في نزل للفقراء، في كينشاسا، القرية التي بدأ منها المرض.
 وفي ظهر يوم حارّ، سيلاحق “إيبولا”، الفيروس القاتل الذي ضرب الكونغو، جسد نوا ليسكن دمه. يغادر الفتى الأفريقي إلى بلاده، بعد رحلة حزن إلى الكونغو، ليصبح من دون أن يدري جسراً يعبر عليه المرض المميت إلى أنزارا.
 عبر فكرة القتل المحتمل.
طبيب وروائي سوداني يمت بصلة قرابة وثيقة للأديب السوداني المشهور الطيب صالح. نالت أعماله اهتماماً كبيراً في الأوساط الأدبية والنقدية، كما حققت شهرة عالمية، بعد ترجمة معظمها إلى الكثير من اللغات الحية منها الإنكليزية والفرنسية والإيطالية. ووصلت روايته “صائد اليرقات” للقائمة القصيرة لجائزة بوكر العربية 2011م. ترجمت رواية العطر الفرنسي ُإلى الفرنسية حديثا، كما وصلت روايته زهور تأكلها النار إلى القائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية 2018م.

451 فهرنهايت

واية عالمية من تأليف القاص الأمريكي راي برادبري تحكي عن قصة نظام شمولي يقوم بغزو العالم في المستقبل ويجعل التلفزيون دعاية سياسية له ويقوم بحرق الكتب على درجة 451 فهرنهايت. بطل الرواية هو رجل الإطفاء “مونتياج” يلتقي صدفة بجارته المثقفة وتدعى كلاريس وقد قامت بجذبه وإقناعة بقراءة رواية جميلة حيث كانت النتيجة سريعة إذ وقع مونتياج في حب التراث الإنساني العريق الذي لم يكن يعلم عنه لولا كلاريس. وبالتدريج تمرد هو أيضا على السلطة. هذه الرواية هي رد من راي برادبري على الإرهاب الثقافي الذي مارسه السيناتور جوزيف مكارثي على الكتاب والمثقفين في أمريكا.

راي برادبري ولد في 22 أغسطس 1920 وتوفي في 5 يونيو 2012، هو أحد أشهر أدباء أمريكا في القرن العشرين، بالإضافة لكونه كاتب سيناريو. وقد كتب في مجالات متنوعة من الأدب، مثل الفانتازيا والخيال العلمي والرعب والغموض. من أشهر أعماله الرواية الديستوبية فهرنهايت 451، والتواريخ المريخية. والرجل المصور، وأحتفي بإثارة الجسد. وبالرغم من اشتهاره بالفنتازيا، إلا أنه كتب ضمن أنواع أدبية أخرى، مثل روايته نبيذ الهندباء، ومذكراته التخيلية الظلال الخضراء، والحوت الأبيض.

حصل برادبري على العديد من الجوائز، بما في ذلك بوليتزر عن فئة الجوائز الخاصة والاستشهادات عام 2007، وقد كتب وكان مستشارًا لسيناريوهات الأفلام والنصوص التليفزيونية، مثل موبي ديك وقادم من الفضاء الخارجي. أعدت الكثير من أعماله للكتب المصورة والتلفزيون والأفلام. وعند وفاته في عام 2012، وصفته صحيفة نيويورك تايمز بـ “الكاتب الأكثر مسؤولية عن إدخال الخيال العلمي الحديث إلى التيار الأدبي”.

الحب في زمن الكوليرا

هي رواية للكاتب الكولومبي الأشهر غابرييل غارسيا ماركيز، الحائز على جائزة نوبل. نُشرت الرواية لأول مرة باللغة الإسبانية، قبل أن تترجم أعماله إلى الإنجليزية، عقب النجاح المدوي للروايته العالمية “مائة عام من العزلة، وتحولت إلى فيلم باللغة الإنجليزية في عام 2007.

تروي أحداث الرواية قصة حب رجل وامرأة منذ المراهقة، وحتى ما بعد بلوغهما السبعين، وتصف ما تغير حولهما وما دار من حروب أهليه في منطقة الكاريبي وحتى تغيرات التكنولوجيا وتأثيراتها على نهر مجدولينا في الفترة من أواخر القرن التاسع عشر حتى العقود الأولى من القرن العشرين. كما أنها ترصد بدقة الأحوال في هذه المنطقة من العالم من حيث الأحوال الاقتصادية والأدبية والديموغرافية دون التأثير على انتطام الأحداث وسيرها الدقيق مما يضعنا أمام كاتب يمسك بأدواته على أحسن ما يكون.

غابرييل خوسيه دي لا كونكورديا غارثيا ماركيث ولد في 6 مارس 1927 وتوفي في 17 ابريل 2014، يعرف اختصارًا باسم غابرييل غارثيا ماركيث أو غابرييل غارسيا ماركيز، عمل كروائي وصحفي وناشر وناشط سياسي كولومبي. ولد في ماجدالينا في كولومبيا في 6 مارس 192، وقضى معظم حياته في المكسيك وأوروبا.

حصل غارثيا ماركيث على جائزة نوبل للآداب عام 1982 وذلك تقديرًا للقصص القصيرة والرويات التي كتبها، والتي يتشكل بها الجمع بين الخيال والواقع في عالم هادئ من الخيال المثمر، والذي بدوره يعكس حياة وصراعات القارة. وكان خطاب القبول تحت عنوان “العزلة في أمريكا اللاتينية”. وشكل ماركيث جزءاً من مجموعة من أحد عشر كاتباً حازوا جائزة نوبل للآداب. نال ماركيث بالعديد من الجوائز الأخرى والأوسمة طوال مسيرته الأدبية، مثل وسام النسر الأزتيك في عام 1982، وجائزة رومولو جايجوس في عام 1972، ووسام جوقة الشرف الفرنسية عام 1981.

إلى هنا تنتهي قائمة أفضل 7 روايات تحدثت عن الكورونا قبل ظهوره، ويتمنى موقع الساعة الخامسة والعشرون للجميع المتعة في قراءتها وسلامة الصحة والروح.

اقرأ أيضًا:

تاريخ الأوبئة .. 3 كتب تكشف لنا مستقبل البشرية

 

فيروس كورونا ديموقراطي أصاب هؤلاء المشاهير

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

اكتب ملاحظة صغيرة عن التعليقات المنشورة على موقعك (يمكنك إخفاء هذه الملاحظة من إعدادات التعليقات)
    الاخبار العاجلة