ثائر زين الدين و”سيّدة الفراشات “بين اللهب المُدْرك وحلم اليقظة

الشاعر ع20 ديسمبر 2018آخر تحديث :
ثائر زين الدين و"سيّدة الفراشات "بين اللهب المُدْرك وحلم اليقظة

ثائر زين الدين و”سيّدة الفراشات “بين اللهب المُدْرك وحلم اليقظة .
مقاربة : د.أحلام غانم
ضوءٌ على حلم
إنَّ ما يجمع الشاعر العربي السوري الدكتور ثائر زين الدين و غاستون باشلار اللهب المُدْرك ، والمُدْرَك صفة ذاتية للنور ومظهرا له من خلال الحفاظ على عناصر الخلق ، وهذه العناصر التي جعلت باشلار يقفُ حيالَ اللهب ، وهو مُدرِك أنَّ:”اللهب هو من بين أشياء العالم التي تستدعي الأحلام، وهو واحد من أعظم صانعي الصور، إن اللهب يجبرنا على التخيل، وحالما نشرع بالحلم أمام اللهب فإن كل ما نراه يصبح لا شيء نسبة لما نتخيله … فالاستعارات الأكثر برودة تصبح صورًا بالفعل بواسطة اللهب المُدْرك بوصفه موضوعًا للحلم”.
جاذبية الضوء المالح
لذا، لا غرابة أن يُشغل بال الشاعر الدكتور ثائر زين الدين غربة الذات عن نفسها، لا غربة المسافات ،والبحث عن الصور الشعرية المتوهجة التي فيها جاذبية الضوء المالح بما يكفي لـ “سيدة الفراشات” الصادرة عن اتحاد الكتاب العرب في دمشق .

عنوانٌ باذخ
منذ العنوان التركيبي المفتوح، يبدو كأي عنوان باذخ على شبكة ممتدة من رماد الأجوبة، ومتاهة من التأويلات والرموز إلى اللهب المدرك وحلم اليقظة .
كل هذا هيّأ للشاعر ثائر زين الدين سبيلاً شعريًا مهمًا وخصبًا ،وقلقاً لا يطاق ، يعبّر فيه عن هموم الإنسان ومعاناته الوجودية عبر اللغة /سيدة الفراشات بوصفها ( علامة دالة على المعنى ) اللهب ، الحب ..وفق ” دي سوسير ” وأنها أداة اتصال لغوي..
و على هذا النحو جاءت السيدة / القصيدة مشحونة ً باللهب وبأسئلة الغربة ، والجذور، والتشكّل، والهُويّة، والحلم، والمستقبل . . .
من نافل القول أن الشاعر د.ثائر زين الدين شاعر متميز ، شواهد غفيرة دلّتْ عليه و فراشات كثيرة احترقت أمام وجهه ،وبكثافة الشعر، وقدرته الفائقة على الومض والاختزال ، أعلن عن موقفه من الهجر والخوف والفراق في قصائده، ففي استهلال قصيدته ( لا تطاق ) يوهمنا بحيرته أمامها،ويغوص بنا كفأس بماء المنام على طريقة العاشق /العارف في البلاغة العربية ..وهو على يقين من حقيقة هذا الحب ، لأّنه يختمها بقوله : ودونكَ – يا حبُّ- تمضي حياتي
هدوءاً سلاماً
وفاقْ
ولكنّها لا تطاقْ ! /ص- 8
روائح شعريّة
أمّا رؤيته لهذه البلاغة ، فقد جاءت في روائح شعريّة ضمن ثنايا حوار ٍ داخليّ (مونولوج) ،حيث يقول :” في هذه الدنيا روائحُ كالطيور العائدهْ : أنفاس هذي الأرضِ بعدَ الشتوةِ الأولى بخارُ الخبز ،
حينَ يجيءُ ممزوجاً ببسمةِ والدهْ
ودخانِ زعرورٍ وبلوطٍ
على كفِّ الصباحِ الباردهْ”. ص- 12
وبالرغم من تعلّقه بين كفّي ماردٍ ، ف السيدة /القصيدة تحفل بالعديد من الروائح المتوهّجة شعريًا، التي تحملها لتحلّقَ بعيدًا بنا عن التقريرية ،مثل قوله :ترمي الفكرة الخرقاء منديلا قديما /ثم تدخلُ فجأةً أوّلَ دكانٍ تراهُ /تعودُ منهُ برزمةٍ وزجاجتينْ / لا شيءَ حولكَ قد تغيّرَ/غير أنَّ الروحَ قاتمةٌ كأشباحٍ / على باب الجحيمْ “/ص- 16
مفارقةٌ مدهشة يقدّم بها صورَة إنسان ٍ مدجّج ٍ بالعجز والجنون في مواجهة هذا الواقع القاسي .
إن المتأمل لديوان سيدة الفراشات ، يلاحظ أن العنوان جاء تكثيفًا للنص ، فالعنوانُ يتألف من دالَّيْن، هما (سيدة) ، و(الفراشات) ، ولكنّ إضافةَ أحدهما إلى الآخر ، جعل منهما
كلمة ً واحدة، وكلٌّ منهما يمتح مدلوَله من الآخر.
على هذا النحو جاء العنوان عتبة ً للنص، واختزالا ً له . كما جاء “رسالة إجبارية موجهة إلى المتلقي، تستقطبه نحو النص،
وتستغويه، وتوجهه إلى مقصدية المؤلف ).*
وبما أن العنوان يشكل العتبة التي من خلالها نستطيع الدخول إلى الفضاء الدلالي ، فالتركيز عليه يعد ضرورة منهجية لضبط الشفرات الدلالية الواردة في النص/ طائر من ذهب.
لحظة حرّة
اختار الشاعر لنفسهٍ أن يكونَ عبْرَ الشّعر صلة وصْلٍ بينَ اللاّوجود ولعبته البلهاء، وبينهُ وبينَ اللّغة، وذلكَ فِي مُحاولةٍ منه مَنْحَ هذا اللاّوجودِ لحظةً حرّةً، وهذه اللّغةِ إيقاعاً له القدرةُ على مُقارعةِ صمْتِ العَالم من حوله ومُقارعة خوائه من كلّ معنى، الشّيء الّذي جعلَ من ثيمة الاستحالة عنْدَ الشّاعر قضيّة رئِيسَة تتشكّلُ كي تُصْبحَ كلماتٍ يتمخّض عنها نوعٌ مُحدّدٌ من السعادة الشعرية والموسيقى النّابعة من تبنّي الشاعر في معظم قصائد ديوانه لشعر التّفعيلة .
يقول الشاعر: حرّةٌ ..حرّةٌ
كالغزالاتِ يركضن في السهبِ
كالأمنياتِ الغريبةِ
كالأدعياتِ
تردّدُ في مسمعِ اللهِ
كالأغنياتِ تصاعدُ
مثقلةً بالنشيجْ ص-95
وعلى هذا الأساس نستطيع القول: إن عنوان النص يحيلنا إلى بنية الذات الشاعرة، وحضوره الذهني الملتهب الذي جعله يحاور حلمه/ذاته، ليمضي مندفعا كفراشة نحو الضوء في قول ما لا يعرف صوب ما لا يعرف في الآخر .
إن الآخر في تجليات الشاعر هو كائن لما سيكون يتجاوز مشروع الحلم إلى البعد الكوني، وهو كائن متمرد على حدود ذاتيته منكفئ عليها بقرائن الاستقراء .
سيدة الحلم والضوء
هي سيدة الفراشات ، سيدة الحلم والضوء، صارخة بالصور ،بفعل تترجمه عزلة مضاعفة واغتراب داخل اغتراب، بما يظهر الذات محمولة على روح السمو والعنفوان والانتصار للإنسانية والحياة.
تتعامل بسيرورات الحركة الدالة والإشارة المعمقة وصولا إلى التكثيف والتلميح والاستعارة ..وهي تشتغل على الآخر /الحلم /المحذوف .
هذا الحلم تشكل بأفعال مضارعة مكثفة (يعدل، نقفز، نردد، يحمل، يفاخر، يجهد، يبحث، يلتصق ، أبصرُ ، أغبطُ ، أدفعُ ،تحلم ..)، وحضور ضئيل للفعل الماضي لتثبت حضوره القوي الملفت للنظر.
الشاعر ثائر زين الدين يملك ثقافة لغوية متينة، وقدرة عجيبة على تفجير اللغة وإخضاعها للتعبير عن حياته الداخلية اللاواعية، وفي فراشاته /قصائده / عينان تختصران تاريخ الهوى وهذا تعبير عن اللاشعور يصل إلى حدّ التجريد والغموض إذ يقول:
“عيناك تختصران تاريخ الهوى :
فأرى بموجبهما قلوعاً
كسَّرتها الريحُ
أشرعةً ممزّقةً\وغرقى …/ص-9
تعرية توت الشعراء
بقدْر ما كان ينوء بحمل مواجعه ، يرفض شراء الحب بالمعجزات ، وبدا مدهشًا في كشف جسم الهواء، ومقنعًا في تعرية توت الشعراء و تشكيلاتهم الأسلوبية ، نراه ينتقل من حركة إلى أخرى داخل تجربته ، ليتحوّل إلى الأدوات الأَوْلى والأليق للتشكيل ، فحين أراد -مثلا ً – أن يعبّر عن حالة التشظي ّ والتمزّق لإنسانِ هذه العصر الرقمي لجأ إلى أسلوب الحوار، وهو حوارٌ من طرف واحد، هو المتكلم / الشاعر نفسه ، الذي أخذ على نفسه مُهمّة تبصير الآخر بزيف الواقع ، وهذه العوالم الافتراضية ، فجاءت لغته في سياقات لغوية متوازية ، تتكئ على النهي والإثبات والتكرار والمفارقة ، في صورة ممتدة سعى فيها إلى تقديم قلب ذئب :”أ لا ايها الرب، كم سوف يسخر منا الشوامتُ ” انزلْ عن صليبكَ
نشهد بأنّك انت
ونرفض: ” لن نشتري الحب بالمعجزات “وكم سيوسوس إبليسك الخلّبي: ترجّلْ وخذْ ما أردتَ من المال ، خذْ مجدلية روحك، ها رحمها الآن تدعوك /فاملأ فضاءك بالصبية الأشقاء/” ص-31
لنلاحظ دورَ المضارع في سيل سياقات النهي ، و مدى وثوقية الشاعر من خلال هذه المتوازيات النحوية ، وكيف أثرى إيقاعاته الخارجية والداخلية من خلال هذا الاحتشاد
الأسلوبي ، الذي يمكن الوقوف على الكثير منه على امتداد سيدة الفراشات.
فحين أراد التعبير عن خيبات إنسان هذا العصر ، لم يجد خيرًا من الشرط المكرّر المنفي . فلا مكان في العولمة لكلّ ما هو روحي وإنساني، فالأشياء ُفرّغت من قيمتها وحقيقتها وجماليتها: ” أيها الهاتف لا تقسُ عليّا
اضربْ الأرقامَ مراتٍ ومراتٍ/
وما زلت كقلب الجنّ موصوداً
طنيناً خاوياً تسكب في روحي
ولو أدركتَ من ترقبُ
عند الضفة الأخرى
لقبّلت يديّا.”ص-18
رشيم الشاعر
لأنه الواثق العارف في ساعات الاكتشافات العظيمة تستطيع الصورة الشعرية أن تكون رشيم الشاعر الرائي، لهب كونٍ متخيَّل أمام حلم يعدو على خضر المروج ويتنقل في وجه العائدين ،فينفتح وعيُ الاندهاش بكلِّ سذاجة على اللوحة الغائبة .
كائنٌ من حنين
إن الاخر في فراشات /استرجاعات (ثائر زين الدين) آخر مختلف .. كون متناهي الأبعاد ..كائنٌ من حنين كوني راسخ في ذاكرة الوعي الجمعي . وهي سيدة تتجاوز مشروع الحلم والآخر ارتقاء في ذاكرة اللهب المُدرك. ومايشي من خلاله من انزياح في اللغة أو في التداول المعرفي للأشياء .
لذلك ،يعلن الشاعر جهاراً إنه كائنٌ من حنين، و حياته دون الحب لا تطاق ،وبصراخه اليومي، وشكواه الدائمة يقول:”و دونكَ لا شيءَ يشغلُ باليَ ،
لا الوصلَ ،
لا الهجرَ
لا الخوفَ من لحظاتِ الفراق|ْ ! ص-7
إنه يلتقي خصمين ويفتح جرحاً بليغاً بغرض التنفيس ،ومنح صياغات جديدة للأمنية الأخيرة، من شأنها أن تقحم الذات والآخر في مسرح استعراضي لتاريخ قد يعاقبنا على أحلامنا بالطبع، بقدر ما يتيح لنا مساحات للتماهي وقطف القصيدة والعبر.
أنثى من حليب اللوز
قد تكون” سيدة الفراشات ” من دم النارنج والجلنار وغيم الورود ،كالنسمة في صبح بعيد، أنثى من حليب اللوز ورحيق النرجس البري ، عيناها تذبح العاشق من حبل الوريد إلى الوريد، نراها كمَدٍّ في انتظار ريح تسافر أو ترحل أو تجول أو تكتشف أو تعيش الحيوات… كلها إشارات وأفعال دالة و اسْتِحَالةُ الشعر بين الإطلالة من الشرفة ـ التاريخ ـ الحضارة ـ لكن يراها الشاعر زين الدين ” مثل حمامةٍ ألقتْ بغصنٍ أخضر ٍفي كفِّ نوحْ”..
لعبة بلهاء
عبر هذه الفسيفساء المكتظة بالأفكار الصوفية، راهن شاعرنا على حصان رابح، مكنه من اختصار مسافات المعنى إلى إدراكنا، فاشتعلت أحاسيسنا بوهج المعنى فنلمحه بضعَ ثوانٍ كشمعة أو لعبة بلهاء ، كبدر نيسان ، كلعنة أو كالإشعاع الآتٍ من إطلالة ذلك النور المخترق للذات و الزاحف لأجل عينيها على عتمات زوايا النفس و الذهن…
أخلص للقول:
على هذه الصورة نرى الشاعر يرفع قدر السيدة /المرأة /الأنثى/الآلهة ويطهّرها من الوصم الغريزي، ويقلب معنى الإغواء أو يصحّحه، فتتماهى سيدة الفراشات وهي تتطهّر من الإثم وتخلّص الشاعر من الجحيم.. فالسيدةُ هنا هي الوطن ، والوطنُ هو السيدة، والشاعر مشغولٌ بها على القرب،وعلى البعد ، يرى ملامحها في الكون أّنى اتجه ، مسكونٌ بها ، متّحدٌ معها إلى حدّ الانصهار فيها .
فهو يرسم باللهب قلب امرأة وعلامات الترقيم كالغزالات يركضن في السهب كالأغنيات تصاعدُ مثقلةً بالنشيج وكأنه يعلن بداية الصمت الأبدي ، وولوج بوابة الشهادة .
وفي نهاية المطاف، نجح الشاعر في فتح مسارب الأمل ،ونوافذ النور ، رغم الهموم الثقيلة والرؤى الضبابية،قد أتاح حوارُ “سيدة الفراشات ” أفقًا إبداعيًا خصبًا ، فأقام تجربته على تقنية الحوار ، ممّا منح شمعة الروح حيوية ً وشفافية ، جعلته يتجاوز المألوف في شعره الموسوم بالاستحالة ..فهل يصبح اللهيبُ حلا لتلك السيدة المقاومة ،وهل يستسلم الشاعر لأسى الواقع ؟
وأنا لا أملك إلا القول بأنّ منظر الاحتراق /الاستشهاد ، وما رافقه من حوار ، هو الذي أوحى للشاعر الرائي “ثائر زين الدين بعنوان مجموعته ” سيدة الفراشات ” ، وتلك المساحات البصرية سلمته مفاتيح الحب ليغني النص بالمعاني والخيال الواسع جداً، بدرجات انزياح عالية كافية، بعيدة عن المباشرة، ورمي المفردات من خارج النص وليس من داخل أسواره وكان اللهب القدسي هو عصب سيدته /قصيدته ، وبه استوى بناؤها .. فهو يستهلها به مصورًا ذلك الانصهار الحميمي لحظة الاستشهاد حول حفنةٍ من الضوء المالح .
وعلى سبيل الختم :
تزخر سيدة الفراشات بجمالية التعبير و الصور النصية فقد استطاع الشاعر ثائر زين الدين، بموهبته وخبرته الشعرية رسم أجمل الفراشات الملونة بالكلمات والتعابير، حيث استطاع أن يخلط ببراعة بين الكلمات والألوان والأنغام معاً، استخدم علم الجمال وعلم البلاغة وعلم البيان والبديع في بوتقة واحدة .
فبدت (سيدة الفراشات) للشاعر الدكتور ثائر زين الدين بكل ما تحمله من حمولات دلالية، تتنفس بحراك ممشوق معطر، وتراقص اللهب المدرك ،وكأنها تطلق العنان للروح الضاجّة، وهي تلامس ظمأ الانتزاع وتصارع الموت والحياة ،هي: قلب امرأة حرّة،عيون شاردة كما الغابة في ليلٍ مطير، صفير لقطارات دون محطات ، صيحات مكبوتة، أماني معطّلة، بريق خطى هائمة، رغبات مهرة عنيدة، إنها تجليات صوفية في أبعاد المديات التأملية الموحية، كنحلة في رحيقها، لتغرينا أنها تستحق القراءة والمغامرة في أُتونها، فندرك أن هذا اللهب المُدرك هو ارتدادات لتجاذب تناسقي ، باطني متداخل بين الحواس مما يثبت لنا ، إنها حراك الروح، دفق تكويني لعالم الوجود، ويثبت رأي ” بروكس ” ? أن القصيدة الحداثية هي بنية درامية تقوم أساسًا على الاستعارة والمجاز وتتسم بالمفارقة). وصدَق “جوته” حين قال: إنّ المفارقة هي ذرّة الملح التي تجعل الطعام مقبولَ المذاق.)** ويبقى السؤال يدور في حَلَكِ الليل : هل الضوء المالح هو الذي منح سيدة الفراشات سر ّالخلود وترك الشاعر يتصارع بين اللهب المدرك وحلم اليقظة ؟
ــــــــــــــــــــ
هوامش:
*:) راجع في غواية العنوان: سيمياء العنوان: د . بسام ق ّ طوس، وزارة الثقافة، عمان، ٢٠٠٢ ، ص ٦٠
**:) الاستقبال العربي المعاصر (للنص الموازي) د . هادي نهر، بحث مقدم في المؤتمر

الدولي الرابع للنقد بجامعة البترا (إبريل ٢٠٠٧ )الدولي الرابع للنقد بجامعة البترا (إبريل ٢٠٠٧ )

اقرأ/ى أيضا :“رغبات شتوية “شعر: جيهان محمد حسن

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

اكتب ملاحظة صغيرة عن التعليقات المنشورة على موقعك (يمكنك إخفاء هذه الملاحظة من إعدادات التعليقات)
    الاخبار العاجلة