تعاظم الشرعية الدموية الصهيوينة مع تخاذل الأنظمة العربية

أحمد عزت سليم17 مايو 2020آخر تحديث :
تعاظم الشرعية الدموية الصهيوينة مع تخاذل الأنظمة العربية

بقلم :… أحمد عزت سليم   مستشار التحرير

  في ظل هذه الظروف التى تعيشها الشعوب العربية قلا من النأكيد على أن تحويل الصراع إلى صراع دينى يشكل من الخطورة الكبرى النى تهدد كيان المجتمع العربى وتفضى إلى تغييب حقيقة الكيان الصهيونى ” الإسرائيلى ” العنصرى ككيان استيطانى إحلالى ذو وظيفة قتالية ، وكقاعدة استعمارية استراتيجية للغرب ، تستهدف اقتلاعنا واجتثاثنا من جذورنا الممتدة فى أوطاننا بعمق التاريخ ذاته ، وتحويلنا إلى مادة استعمالية تستهلك ذاتها وتنتهى من التاريخ وتضيع بانتهاء الغرض منها وبانتفاء وجودها بالهزيمة والاستسلام ، أو كشعوب متخوفة تستهلك ما يلقى إليها من فضلات العالم الغربى ، وفى ظل أنظمة ترفع رايات القداسة فى الوقت الذى يطأ فيه الصهاينة عروشها وهى تضع تحت أقدامها مصالح شعوبها مستغلة هذه الرايات فى وضع غمامة كثيفة على العقل والروح والنقد والعلم .

لقد فتحت المقاومة اللبنانية وانتصارها أكثر من مرة على العدو الصهيونى على الرغم مما استخدمته الآلة الصهيونية العسكرية من أسلحة وعتاد وأجهزة معلومات لم يعرف التاريخ لها مثل ، وبمعاونة الغرب الاستعمارى الأمريكى كله ، أبواباً للمقاومة والثقة فى الانتصار ، وأكثر من ذلك أبرز انتصار المقاومة مرة أخرى ـ  وثبات المقاومة الفلسطينية فى الأراضى المحتلة  ـ ” الفشل الحقيقى الذى يسيطر على الفكر الأمريكى – والصهيونى–  لقد جمع معلومات ورصد أحداثاً وملأ خزائنه بما يسميه الأبحاث التجريبية ولكنه لم يستطع لا أن ينظر ولا أن يفسر ، ولم يخرج عن كونه بوب معطيات ترتبط بمجتمعات معينة لها تاريخها وأوضاعها ولا تتعدى ذلك القدر من أنها نموذج للسلوك وللتعامل بين نماذج أخرى عديدة لا حصر لها ومن ثم فإن دلالتها تتقيد بذلك الإطار ” ( حامد ربيع ، الثقافة العربية بين الغزو الثقافى وإرادة التكامل القومى ) ،  وليس أدل على هذه الحقيقة من موقف أسلحة المعلومات هذه مما حدث فى إيران،  جميع المعلومات التى جمعت وبإتقان –  لم يعرف له التاريخ مثيلاً – لم يسمح للإدارة الأمريكية أن تعرف حقيقة وجوهر النفسية الإيرانية ، كما بين ووضح لنا العلامة الراحل الدكتور حامد ربيع ،  وبالمثل لم تعرف الآلة الصهيونية ” إسرائيل ” ومن خلفها الغرب كله جوهر المقاومة اللبنانية الشعبية.

لقد أعاد هذا الانتصار مرة أخرى وثبات المقاومة الفلسطينية البطولى فى الأراضى المحتلة  إمكانية المقاومة ضد العنصرية الصهيونية بمستوياتها المتعددة مما جعل الكثير من الصهاينة وأنصارهم يعتقدون أن مستقبل الـ ” دولة ” الصهيونية ومكانها القائم فى قلب الشرق الأوسط محك التهديد والتساؤلات حول إمكانية الاستمرار فى البقاء ونيل الاستقرار الدائم وكما لم يكن من قبل ومن هنا إزداد التركيز الإسرائيلي الصهيوني المتزايد على فكرة ” يهودية الدولة ” ، وعلى فكرة ” التراث اليهودي ” وإعادته بالتهويد  سعيا نحو إعادة مزاعم ” مملكة  داود وسليمان ” وإعادة إنتاجها مرة أخرى.

وفى الوقت نفسه وبالرجوع إلى التصرفات الإجرامية العنصرية والمجازر الدموية الوحشية الصهيونية والتى تمارسها ” إسرائيل ”  بشكل يومى ومعتاد كصورة شرعية وكما انتهى الباحث الأمريكي بار يليخمان  فى دراساته حول الانتقامات الإسرائيلية : ـــ ” بأن الانتقام الإسرائيلى هو سلوك قومى إسرائيلى إجرامى .. وأن ” إسرائيل ” تعتبر الانتقام صورة شرعية من صور السلوك القومى ” ، والذى تمارسه الجماعات الصهيونية فى فلسطين المحتلة ضد الشعب الفلسطينى وضد ما تطوله الآله الصهيونية الوظيفية ” دولة إسرائيل ” وحيث تتعاظم هذه الشرعية الدموية مع تخاذل الأنظمة العربية ، فإننا نجد أن العناصر الدينية اللاهوتية التى تجعل من اليهود البشر الوحيدين مركزاً للقداسة وتجعلهم الشعب البشرى الوحيد الأسمى والمختار وتجعل ” الدولة ” ” دولة ” أنبياء ومملكة كهنوت بالإضافة إلى كونها ذات طبيعة إحلالية مادية تعاقدية ونفعية ، فإن هذه العناصر تمثل الغطاء وفى نفس الوقت الدوافع وراء هذه التصرفات الإجرامية اليومية ، الفردية والجماعية والتى تصدر عن هذه الجماعات الصهيونية وتقف وراء تفسير سلوكياته البشعة ويراها الغرب غير ذلك منذ دعوات بابوات روما فى القرن الحادى عشر إلى إعادة أرض ” إسرائيل ”  ووضع حداً لكل التعاليم المحمدية .

موضوعات تهمك:

مؤسس علم الأنساب الجيني ينسف الصهيونية ويؤكد كذب اليهود

مفاجأة مدوية.. تبادل الزوجات في حفلات مغلقة تهز الكيان الصهيوني

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة