بعد فرنسا وبلجيكا.. عدوى الاحتجاجات تصل “برشلونة”

شروق عز الدين22 ديسمبر 2018آخر تحديث :
بعد فرنسا وبلجيكا.. عدوى الاحتجاجات تصل “برشلونة”

استمرارًا لموجات الغضب في المدن الأوروبية بداية من فرنسا مرورًا ببلجيكا إلى أن نصل إلى برشلونة، شهدت مدينة برشلونة الإسبانية، اليوم الجمعة، تظاهرة رافضة لاجتماع الحكومة الإسبانية في إقليم كتالونيا، مما أسفر عن مواجهات عنيفة بين الشرطة والمحتجين.

وكأن فرنسا فتحت سلسلة من الاعتراضات والاحتجاجات يصل صداها إى عدد كبير من المدن الأوروبية، يمكن أن تختلف الأسباب ولكن التعامل مع التظاهرات واضح وثابت لا يخلو من الغاز المسيل للدموع.

برشلونة

عبر عدد من المحتجون عن غضبهم من قيام مجلس الوزراء الإسباني بعقد اجتماع في برشلونة، حيث أغلقوا طريقا سريعا وعشرات الشوارع والأزقة، مما أدى إلى إعاقة الحركة المرورية من وإلى المدينة.

وكان محتجون مؤيدون للاستقلال قد دعوا إلى الاحتجاجات لإظهار “الاشمئزاز” من قرار رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز بعقد الاجتماع الأسبوعي لمجلس الوزراء في برشلونة.

وتم، منذ الساعات الأولى من الجمعة، تعزيز الإجراءات الأمنية في الإقليم الشمالي الشرقي المزدهر، بالمئات من شرطة مكافحة الشغب والشرطة الوطنية الإسبانية.

واتفق سانشيز، الخميس، مع الزعيم المؤيد للانسحاب في المنطقة، كويم تورا، على العمل لإيجاد حل للأزمة السياسية التي تفاقمت منذ محاولة الانفصال الفاشلة في كتالونيا العام الماضي.

وكان اجتماعهما يوم الخميس، الثاني فقط منذ تولي كل منهما السلطة في وقت سابق من هذا العام.

فرنسا

شهدت فرنسا موجات من احتجاجات حركة “السترات الصفراء” والتي بدأت في 24 من نوفمبر 2018، وحظيت بوجود ما يقرب من 300.000 شخص من جميع أنحاء فرنسا للاحتجاج على ارتفاع أسعار الوقود وتكاليف المعيشة في شوارع المدن فرنسية، و كانت أخر موجاتها في العطلة الأسبوعية الخامسة لتستمر الاحتجاجات المناهضة لسياسات الحكومة و الرئيس إيمانويل ماكرون، والتي لم تخلو من الاشتباكات وأعمال عنف بينهم وبين قوات الأمن.

وبالرغم من رضوخ “ماكرون” وعودته عن رفع أسعار الوقود لمدة 6 أشهر لم يلقى هذا ترحيبًا لدى المتظاهرين فقام برفعها نهائيًا، ولكن هذا لم يجدي خاصة بعد ارتفاع سقف المطالب وتفاقمها لتصل إلى حدّ المناداة باستقالة إيمانويل ماكرون الرئيس الفرنسي، و انتقلت عدوى السترات الصفراء إلى العاصِمة البلجيكيّة بروكسل حيثُ شهدت هي الأخرى مظاهرات عنيفة نوعًا ما تخلّلها رشق المتظاهرين لقوات الأمن بالحصى والصخور.

وبالرغم من دعوات عدم التظاهر بعد الهجوم المسلح في مدينة ستراسبورغ لم يستجب المتظاهرين ، وذكرت وزارة الداخلية أن 66 ألف متظاهر من السترات الصفر خرجوا في أنحاء فرنسا، بينما ارتفع عدد المعتقلين منهم إلى 168، حيث تحركت مجموعات تضم مئات المحتجين في مسيرات بعدة أحياء.
وقال وزير داخلية فرنسا إن نحو 69 ألفا من أفراد الشرطة انتشروا لتأمين الاحتجاجات، وإنه تم تعزيز القوات في مدن تولوز وبوردووسانت ايتيين، واشتبكت الشرطة الفرنسية مع محتجي السترات الصفراء، ولوح المحتجون بالأعلام، وحملوا لافتات، وحاولت الشرطة منع تقدمهم، مطلقة الغاز المسيل للدموع حين اندلعت الاشتباكات، وقال مصدر بالشرطة إن أعداد المتظاهرين أقل مقارنة بالسبت الماضي.

بدأت حركة السترات الصفراء متركزة على هدف وحيد وهو التنديد بارتفاع أسعار الوقود، وكذلك ارتفاع تكاليف المعيشة، ولكن لم تقف هنا وامتدت الاأهداف لتشملَ اسقاط الإصلاحات الضريبية التي سنّتها الحُكومة والتي ترى الحركة أنّها تستنزفُ الطبقتين العاملة والمتوسطة فيما تُقوّي الطبقة الغنيّة، مما جعلها ترفضها بشدة، وتقف أمامها.

وتفاقمت الامور بعد دعوات الحركة منذُ البِداية إلى تخفيض قيمةِ الضرائب على الوقود، ورفع الحد الأدنى للأجور لتطور الأمور وتصل إلى حدّ المناداة باستقالة إيمانويل ماكرون الرئيس الفرنسي.

بلجيكا

ثم انتقلت عدوى السترات الصفراء إلى العاصِمة البلجيكيّة بروكسل حيثُ شهدت هي الأخرى مظاهرات عنيفة نوعًا ما تخلّلها رشق المتظاهرين لقوات الأمن بالحصى والصخور في حين ردت الشرطة من خِلال خراطيم المياه ثم اعتقلت في وقتٍ لاحق 60 من مُحتجي الحركة بتهمة الإخلال بالنظام العام.

وشارك المئات من مواطنى بلجيكا فى أعمال الشغب التى وقعت قرب مدينة نيفيل جنوبى العاصمة بروكسل، احتجاجا على رفع أسعار المحروقات وخاصة البنزين.
ووقعت الاشتباكات بين 400 من المشاركين فى الاحتجاجات من جهة وقوات الأمن من جهة أخرى بالقرب من المدينة التى يوجد بها أكبر محطة تكرير، وقام المتظاهرون برمى عناصر الشرطة بالزجاجات الحارقة، وحطموا نوافذ السيارات بالقضبان الحديدية.

ولوحظ أن المشاركين فى أعمال الشغب كانوا منظمين، إذ استخدموا مصابيح الليزر وأجبروا مروحية تابعة للأجهزة الأمنية على الابتعاد، وقطعوا الطريق إلى العاصمة بروكسل، وعطلوا سير أكثر من 400 شاحنة.

فيما استجابت الحكومة البلجيكية للنداءات والاحتجاجات المتكررة ضد رفع سعر الوقود، وذلك، بعد أيام من المسيرات والتظاهرات فى مختلف أرجاء البلاد، و التى صدر عنها أعمال شغب وعنف من قبل المحتجين من المواطنين وحركة “السترات الصفراء” ضد رجال الأمن الذين حاولوا السيطرة على الأوضاع، خاصة بعد إغلاق عدة طرق ومحاور أساسية ، وكذلك ما يقرب من 400 محطة وقود.

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

اكتب ملاحظة صغيرة عن التعليقات المنشورة على موقعك (يمكنك إخفاء هذه الملاحظة من إعدادات التعليقات)
    الاخبار العاجلة