المراهق و الدين

محمد كمال الشريف20 مايو 2019آخر تحديث :
المراهق والدين

المراهق و الدين

مع دخول الإنسان طور المراهقة، واكتسابه القدرة على التفكير المجرد، والمنطق الصوري تتعمق نظرته إلى الدين، ويدرك أن الدين لا بد له من إيمان واعتقاد، وأن الشعائر والطقوس ليست كل شيء، كما يتعمق فهمه للألوهية حيث يدرك بعد أن اتسع أفقه: أن الأديان تتحدث عن إله واحد هو الخالق العظيم، وأن الإله ليس إلهاً خاصاً بملة، أو طائفة، بل هو رب العالمين، وتصبح علاقة المراهق بخالقه ذات طابع شخصي، إذ يحس المراهق أن الله معه حيث كان، يلجأ إليه في الأزمات، ويبثه همومه، ويأتمنه على أسراره.

والمراهقة هي المرحلة التي يبدأ فيها الإنسان بالتفكير المستقل حول الدين الذي يتخذه، ويؤمن به؛ لذا كان المراهقون أسرع من ينضم إلى الدعوات الجديدة، وإن كان أغلب المراهقين في الأحوال العادية يتبنون دين آبائهم عندما يتجاوزون طور المراهقة، ويصبحون هم نفسهم آباء، ذلك أن العنصر الديني في هوية الإنسان عنصر هام جداً، ولا بد منه لبناء شخصية متوازنة نفسياً.

ويقول ديفيد إلكند: (إن اليافعين في حاجة شديدة إلى العنصر الديني في هويتهم، إذ أن وجود إيمان ديني لديهم، بغض النظر عن الملة التي ينتمون إليها، وحتى لو لم يمارسوا شعائر هذا الدين، يعطيهم مقدراً محدداً، ومكوناُ ثابتاً يندمج في تعريفهم المتطور لأنفسهم، أي: في هوياتهم الآخذة بالتشكل).

لكن المراهق يميل إلى الاستقلالية، ويلزمه أن يشعر أنه مقبل على الدين من تلقاء نفسه، ومن المفيد جداً تخفيف أي ضغط من الكبار عليه، دون الخوف من أن هذه الحرية التي تترك له ستؤدي إلى انحرافه، طالما أنه تلقى جرعة جيدة من التربية الدينية في طفولته قبل المراهقة.

موضوعات تهمك:

كنز من المعلومات في قسم بنون حول تربية الاطفال والمراهقين، بقلم المفكر الاسلامي استشاري الطب النفسي الدكتور محمد كمال شريفة ننصح كل أب وكل أم ان يطلعوا عليه الرابط هنا

هل تصلح التقاليد أساسا لأخلاقنا

كيف نغرس القيم في أبناءنا؟

متى تترك ابنك المراهق يختار طريقه؟ 

 

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

اكتب ملاحظة صغيرة عن التعليقات المنشورة على موقعك (يمكنك إخفاء هذه الملاحظة من إعدادات التعليقات)
    الاخبار العاجلة