الدم غير اليهودى ليس له قيمة!

أحمد عزت سليم6 أبريل 2020آخر تحديث :
الدم غير اليهودى

الدم غير اليهودى ليس له قيمة! 1- الدم غير اليهودى ليس له قيمةيبين جوهر هذا اللاهوت ويكشف عن مجموعة من التعميمات المتحيزة والمبالغ فيها واصطناع الأسباب التى تؤكد المزاعم الصهيونية فى تشكيل قوام ذاتى ثابت عبر الزمان وفى المستقبل، خاص يتفرد به اليهود فى استقلال تام بذاته غير مشروط بالآخرين، ليس مزود فحسب بقوة الإله ولكنه اكتسب صفاته وخصوصيته المقدسة فهو “شمس الشعوب” الذى أنيطت به مهمة إنقاذ العالم وإرشاد الإنسان إلى الخير والسلام كما يرى هس (1) شاء الإله أن يزوده بالمعرفة منذ الأزل معرفة الخير والشر فاكتسبوا المعرفة الإلهية التى بمقتضاها يدرك ويفسر شمس الشعوب “الشعب المختار” المقدس عمن حوله انطلاقاً من ذاته التى حل فيها الإله وأصبح هو مركز هذه المعرفة وما يصاحبها من عمليات التفكير والتذكير والتخيل والتعميم والحكم، وأصبح “شمس الشعوب” يشكل قومية متميزة، كما يرى بيرتس سمولينسكين، وبالرغم من أنهم بقوا أقلية فى كل مكان بدون وطن خاص بهم.. كانوا أمة روحية والتوراة أساس دولتهم ،  وكما يقول أيضا ً: توراتنا هى وطننا من الناحية الروحية، نحن أمة روحية . هذه هى العقيدة الصحيحة التى يجب أن ننادى بها (2) ويصر ليو بنسكر على أن الأمة اليهودية موجودة بسبب “وحدة التكوين الروحى، لليهود وماضيهم التاريخى الواحد” وأنها أمة ثابتة عبر التاريخ (3).

وكما يرى هس فقد حافظ على نقاوته عبر العصور رغم المتغيرات البيئية التى مرت عليه، ومن هذا الحفاظ ظهرت أولى مزاعم بنى هذا اللاهوت: خصيصة النقاء والتفرد التى تعنى أن ثمة شعب يهودى ذو تقاليد حضارية يهودية خالصة احتفظت باستقلالها ووحدتها ونقائها (4)،  وصف إغناتز زولتشان اليهود بأنهم “أمة من الدم الخالص لا تشوبه أمراض التطرف أو الانحلال الخلقى الناجمة عن عدم النقاء” (5)،وكيف لا يكون ذلك وإحدى العقائد الأساسية للقبالاة اللوريانية تتمثل “فى السمو المطلق للروح اليهودية والجسد اليهودى على الروح والجسد غير اليهوديين وتبعاً للقبالاة اللوريانية فإن العالم خلق فقط من أجل اليهود ووجود غير اليهودى أمر ثانوى” (6).

وبالنسبة لمعظم أتباع الليكود فإن الدم اليهودى هو السبب فى أن اليهود يحتلون منزلة سامية عن غير اليهود.. وبالنسبة لليهود المتدينيين فإن الدم غير اليهودى ليس له قيمة جوهرية وبالنسبة لليكود فإن له قيمة محدودة” (7)،  أما  “اليمين الإسرائيلى فإنهم متحدون فى استيائهم من فكرة المساواة ،  ويؤمنون بأن اليهود مختلفون عن الأمم والشعوب الأخرى كما أن تبجيل الماضى اليهودى يعزز هذا التفرد، ويؤمن اليهود المتدينون بأن الإله خلق اليهود متفردين أما اليمين العلمانى فى إسرائيل – فيؤمن بأن اليهود كتب عليهم هذا التفرد من خلال ماضيهم، وليس لديهم أى خيار فى ذلك  ” (8) ،  هكذا يفلت اليهودى من إطار العالم الموضوعى كما يفلت من قيود الزمان والمكان وليعلو عليهم جميعاً، فقد جاء فى أحد كتب المدراس” حينما تنفذ يسرائيل إرادة الإله، فإنها تضيف إلى إرادة الإله فى الأعالى وحينما تعصى يسرائيل إرادة الإله فكأنها تضعف القوة العظمى للإله فى الأعالى (9)،  هنا تظهر الخصيصة البنائية الثانية فى لاهوت النقاء وهى الاستعلاء، فيستخدم الحمام الطقوسى لتطهير الأوعية التى صنعها غير اليهود.. ويتعين على المرأة اليهودية أن تتخذ حماماً طقوسياً بعد العادة الشهرية، وعليها وهى فى طريقها إلى المنزل أن تحذر مقابلة فرد من الأغيار أو خنزير أو كلب أو حمار وإن قابلت أياً منها فعليها أن تغير طريقها لأنه سينجسها مرة أخرى (10)، فنجاسة الأغيار خصيصة بنائية ثالثة فى ” لاهوت التقرد والنقاء والاستعلاء ” وكما يرى المذهب اللوريانى كما فى كتابات فيتال فإن غير اليهود لديهم أرواح شيطانية (11).

المراجع:

1 ) مشاريع الاستيطان ص 28

2 ) مشاريع الاستيطان ص 119

3 ) نفسه ص  109

4 ) موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية  جـ 2  ص 72

5 ) نفسه  جـ 2   ص67

6 ) الأصولية اليهودية جـ1  ص16

7 ) نفسه جـ 1   ص 45

8 ) نفسه جـ 1      ص51

9 ) موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية  جـ 5  ص37

10) نفسه   جـ 5   ص244

11) الأصولية اليهودية جـ 2  ص 42

موضوعات تهمك:

تداخل المصادر الصهيونية الكاذبة لامتلاك أرض فلسطين

المزاعم العنصرية اللاهوتية الصهيونية

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة