الإبرهيمي وحده في “هدنة الأضحى”!

محرر الرأي26 أكتوبر 2012آخر تحديث :
gdwjndk ywrdkjb 73972

gdwjndk ywrdkjb 73972بقلم: راجح الخوري
من الصعب التصديق ان السوريين سيدخلون اليوم “هدنة الاضحى” وان العيد سيأتيهم بغير الحديد والنار، رغم ان الأخضر الابرهيمي الذي خرج يائساً من جولته الثانية التي انتهت بزيارة دمشق، لم يتردد امس في ابلاغ مجلس الأمن انه حصل على موافقة النظام ومعظم التنظيمات على الاقتراح، لكن دمشق سفّهته سريعاً بالقول ان القرار قيد الدرس في حين رفضته منظمات عدة، وهو ما دفع واشنطن ومعظم الدول الى التشكيك في إمكان قيام هدنة باتت عملياً رهناً بما ينهض عليه السوريون هذا الصباح!

بعدما وقف الابرهيمي في بيروت ليعلن انه حصل على موافقة مبدئية من المعارضة على الهدنة المقترحة شرط التزام النظام بها، وانها بالتالي “باتت مرهونة بموافقة الرئيس السوري”، رأى الكثيرون انه لن يكون هناك اي فرصة لنجاح الفكرة في ظل التصعيد الكبير وغزارة الدم، وخصوصاً بعدما سقط في خلال زيارته الى دمشق اكثر من 150 قتيلاً ليتجاوز عدد الذين قتلوا منذ بداية مهمته اربعة آلاف ضحية.

ثم تلاشت الآمال بالهدنة عندما خرج الابرهيمي مصدوماً من لقاء الاسد، الذي اشترط عليه “ضرورة وقف الارهاب قبل قبول مقترحات مبادرته”، وربما هذا ما دفع الابرهيمي الى تقديم اقتراحه المسخرة عندما اعلن من يأسه ربما ما لم يسبقه اليه احد في تاريخ الحروب والهدنات، ان على الجميع وقف القتال “بقرار منفرد” وان الهدنة “قرار شخصي” يتخذه كل مسلح في السلطة او المعارضة!

في غضون ذلك كانت التساؤلات الدولية تتسع حول ماهية الآليات والعناصر التي تستند اليها خطة الابرهيمي لوقف النار، والتي من المؤكد انه وضعها مستنداً الى رهان شخصي يقوم على استثارة المشاعر الدينية في الأضحى وعطفها على المعاناة الانسانية، لإقناع النظام والمعارضة بفضيلة الذهاب الى الهدوء رغم انعدام العناصر التي تحضّ على التهدئة!

لا ادري متى يمكن ان يرجع الابرهيمي مرة ثالثة الى المنطقة ليجول على المواقف المتناقضة ما بين انقرة وطهران والرياض والدوحة وعمان راكضاً وراء السراب، لكن الواضح ان حامولة القتل والتدمير ستستمر في سوريا. وفي طريقه غداً الى موسكو بعدما ابلغ الامم المتحدة امس بالهدنة غير المؤكدة سيقع الابرهيمي في الحيرة والذهول وهو يحاول فهم الموقف الروسي الذي قدم مشروعين لبيانين في مجلس الامن، الاول رحب بالهدنة التي قد لا ترى النور معتبراً انها يمكن ان تشكل خطوة اولى لوقف النار وإطلاق عملية سياسية، والثاني يدين بأقسى العبارات”الاعتداء الارهابي” في دمشق ويدعو الى محاربة “الارهابيين”، فكيف تطالب موسكو بادانة المعارضة السورية وتريد منها في الوقت عينه وقفاً للنار؟!

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة