الأزمة السورية وإسرائيل .. كما بدأناها نحلها

سلام ناجي حداد3 أبريل 2019آخر تحديث :
الأزمة السورية وإسرائيل

المحتويات

الأزمة السورية وإسرائيل .. كما بدأناها نحلها

أو ثلاثي جديد في سوتشي

مع بدء أزمة الطائرة الروسية نهاية العام الماضي، والتي حملت الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية عنها، بدء عهد جديد من توجه إسرائيل تجاه الأزمة السورية، رافق التحولات في المشهد العسكري والسياسي داخل الأراضي السورية.

الأزمة الكبيرة التي خلفتها اسقاط مقاتلة روسية، خلال هجمات للاحتلال الصهيوني على مواقع إيرانية داخل سوريا، تبعها تفاهمات قوية، حيث بدأت تل أبيب اللعب على وتر الفارق بين كلا الداعمين الأساسيين لنظام بشار الاسد.

يقول مراقبون، أن روسيا سعت لتحميل نظام الأسد مسؤولية اسقاط المقاتلة الروسية، قبل أن تتسمك موسكو بإزاحة المسؤولية عن نظام الأسد، فيما أشارت إلى أن تلك الأزمة انبثق عنها توافق روسي إسرائيلي حول البقاء الإيراني في سوريا.

أنتجت الأزمة تقاربا كبيرا سياسيا من خلال تفاهمات الرئيس الروسي ورئيس وزراء الاحتلال الصهيوني، فيما وصلت حد التقارب العسكري في فتح قنوات عسكرية بين قاعدة حميميم العسكرية الروسية في سوريا مع مركز قيادة سلاح الجو الإسرائيلي، فيما أشار التقارير المعلنة اتفاق على التعاون المشترك في سوريا، وتأكيد الاحتلال الإسرائيلي على مواصلته العمل ضد التواجد الإيراني وحزب الله في سوريا.

بدأتها إسرائيل

بينما كانت رؤوية الإسرائيليين في بداية الثورة السورية، تتجه إلى ضرورة الحفاظ على نظام الأسد ضعيفا دون الدعم الإيراني الموجه له، كان سلاح الجو الروسي منهمكا في الحفاظ على الأسد من قوات المعارضة المدعومة من حلفاء إسرائيل العرب والغربييين.

تقول الرؤوية الصهيونية السياسية والعسكرية، كما قال عشرات المحللين السياسيين والعسكريين أنه من الضروري الحفاظ على الأسد ككنز استراتيجي لإسرائيل على ضعفه ودمار بلاده، لذا يبدو الدمار غير المبرر لبنى الدولة السورية ومحافظاتها، مخططا بقدر ما كان الأمر غير ضروريا بشكل كبير في هزيمة المعارضة المدعومة غربيا.

بقدر تعقيد الأزمة السورية لم يكن متاحا لإسرائيل وحلفائها دعم بشار الأسد، التي تدعمه إيران في حين يمكنها دعم المعارضة، ثم رفع الدعم عنها في الوقت الذي يجب انتصار الروس فيه، لبدء تقارب روسي غربي من ناحية إسرائيل وفي الوقت ذاته، تباعد بين المصالح الروسية والمصالح الإيرانية في البلاد.

التباعد بين الإيرانيين والروس في سوريا

إفلاس الأسد أو الدمار غير المبرر الذي تسببت به وحشيته “بحماقة وغباء غير مسبوقين” ومساعدة الروس والإيرانيين له في ذلك بشكل استراتيجي مفهوم، يوصل الأمور إلى شكل جديد.

في وقت سابق الشهر الماضي، أكدت تقارير أن أموال إيران التي تقع تحت وطئة غير مسبوقة من العقوبات الأمريكية، لا تزال تدعم ديكتاتور سوريا، بينما الحالة الاقتصادية الإيرانية أثرت على مليشيا حزب الله الذي يتلقى دعمه من خلال الأموال الإيرانية أيضا، ما دفع زعيم المليشيا الإرهابية حسن نصر الله لمطالبة نظام الأسد بتسديد الفواتير المالية المقدمة له على مدار السنوات الماضية.

تقرير لصحيفة الشرق الأوسط، أكد اليوم أن إيران بدءت في إعادة جمع أموالها التي ألقتها فتاتا فتاتا لنظام الأسد، لتكون منها نقطة استراتيجية في سوريا.

أكد التقرير على أن مسودة اتفاق بين نظام الأسد وإيران وقعت، لإدارة إيران لمرفأ اللاذقية السوري الإستراتيجي، فيما قال التقرير الذي حمل عنوان “روسيا غاضبة من وصول إيران إلى جوارها في مياه المتوسط”، أن روسيا لن تسمح لإيران بالتمركز في النقط الاستراتيجية في المياه الإقليمية السورية.

وأشار التقرير إلى أن روسيا غاضبة من الشريك الجديد الذي يسعى للحصول على بقعة من مياه المتوسط في سوريا والتي كانت سيطرت عليها وحدها، في ظل هذا التباعد تتطور علاقة حميمية بين الروس والإسرائيليين، من أجل مواجهة إيران وحزب الله المفلسين.

معضلة

وبالرغم من هذا لاتزال المعضلة الكبيرة لدى إسرائيل وحلفائها الغربيين وحلفائها العرب، هو تزايد النفوذ الروسي في سوريا، خصوصا وأن الميل التركي لصالح الروس يضع الغربيين في مشكلة، حيث تسيطر تركيا على أغلب أراضي الشمال السوري القريبة من حدودها، ولديها النهم في التوسع على حساب المليشيات المدعومة أمريكيا.

قبيل الانتخابات البلدية التركية، أكد الرئيس التركي توجه بلاده لحل الأزمة السورية ميدانيا، وليس على الطاولات، فيما تسعى أنقرة لحصد نفوذ أكبر لتكون رقما أكبر داخل المعادلة، بينما كان الرئيس التركي قد ألمح إلى عرض على التحالف الدولي بإثقال جبهته برفع يده عن دعم المليشيات التي تهدد الجنوب التركي، بينما تسعى الولايات المتحدة لتحييد تركيا بعيدا عن روسيا، فيما ترغب إيران وتركيا تحييد روسيا إزاء الإسرائيليين.

إسرائيل من جديد

صباح اليوم الأربعاء، وقبل يوم من زيارة عمل مرتقبة لرئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي إلى موسكو، ألمح المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف إلى أن نتنياهو قد يكون لديه خطة بشأن الوضع في سوريا.

بيسكوف أكد على أن بلاده ستبحث أي خطة مقدمة من نتنياهو ستقوم بدراستها ومناقشتها، يأتي ذلك بعد تقرير لصحيفة تايمز أوف أكدت فيه على أن نتنياهو لديه خطة بشأن سوريا قدمها لترامب ونتنياهو، وكانت روسيا قد نفت ما كشفه التقرير، ثم عاد المتحدث الروسي للتأكيد على إمكانية تقديم نتنياهو لخطة.

الصحيفة العبرية أكدت على أن نتنياهو قدم خطة لحل الأزمة السورية بشكل ثلاثي بينه وبين بوتين وترامب، ما يشي بمساعي أمريكية وإسرائيلية، لإزاحة إيران وتركيا في سوريا.

موضوعات تهمك:

لماذا منعت الولايات المتحدة إف 35 عن تركيا؟

النفوذ السياسي وقوة الدولار وضعف الاقتصاد

“أخذوا الجولان وتركوا لنا الجولاني” تعليق النشطاء على القرار الأمريكي بشأن الجولان

فضيحة جنسية أم تصفية حسابات مع مالك أمازون؟

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

اكتب ملاحظة صغيرة عن التعليقات المنشورة على موقعك (يمكنك إخفاء هذه الملاحظة من إعدادات التعليقات)
    الاخبار العاجلة