اسعار النفط ستحطم الاقتصاد السعودي.. ماذا عن باقي دول الشرق الأوسط؟

ابراهيم سالم14 أبريل 2020آخر تحديث :
اسعار النفط شركة روسية

انهيار اسعار النفط المستمرة حتى اليوم، تلقي بالظلال على المخاوف من تآكل احتياطات النقد لدول الشرق الأوسط خاصة تلك الدول المعتمدة اعتمادا رئيسيا على النفط في دول الخليج وأبزرها المملكة العربية السعودية التي يتوقع أن تخسر الكثير خلال العام الجاري وسط الأزمات النفطية المستمرة بداية من فشل اتفاق منظمة أوبك بلس وغيرها من العوامل التي تتعلق بانخفاض الطلب مع الإغلاق العالمي بسبب موجة أزمة فيروس كورونا.

ووفقا لتقرير نشرته وكالة الأناضول التركية الرسية، فإن اقتصادات الشرق الأوسط تواجه شبح التآكل بسبب اسعار النفط المنخفضة، خلال أكثر من عقدين من التحسن المرتفع بسبب زيادة الطلب، لكن الاسعار الرخيصة في سوق النفط تجر البلدان المنتجة للنفط إلى الانهيار.

ووفقا للتقرير فإن فيروس كورونا المستجد سيبقي الاستهلاك العالمي للنفط ضعيفا وحرب الاسعار القائمة بين السعودية وروسيا والتي هدأت مؤخرا مع التوصل لتفاهمات بعد اجتماع المنظمة الأخير بعد أن وصلت الاسعار إلى أقل من 25 دولارا لبرميل برنت.

وكانت دول نفطية في تحالف أوبك بلس قد أعلنت يوم الأحد عن التوصل لاتفاق من أجل خفض انتاج النفط بشكل تاريخي مدروس للانتاج بواقع 10 ملايين برميل يومياا يتحمل منها التحالف 9.7 ملايين برميل يوميا، بينما قالت شركات النفط الأمريكية أنها ستخفض انتاجها بـ300 ألف برميل نفط يوميا.

ويبدأ القرار في التنفيذ بدءا من شهر مايو المقبل لمدة شهرين متواصلين قبل أن يقل الانخفاض إلى 8 ملايين برميل يوميا حتى نهاية العام الجاري، إلا أن اسعار النفط الخام لم تختلف كثيرا بعد الاتفاق وهو ما ظهر في بداية التعاملات الأسبوعية يوم أمس الاثنين حيث استقر سعر البرميل دون تغيير تقريبا.

تهديد اسعار النفط

تمثل اسعار الخام في الوقت الراهن خطرا كبيرا وتهديدا واضحا ضد معظم البلدان المنتجة للنفط في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا والتي تحتاج لان يكون الاسعار بين 60 إلى 85 دولارا وربما أكثر من أجل تحقيق التوازن في ميزانياتها، ومع انخفاض ذلك إلى ما دون الثلاثين دولارا، فإن الأوضاع ستؤثر بالسلب على اقتصاد تلك البلدان.

وتحتاج دولة مثل نيجيريا إلى سعر 144 دولارا للبرميل الوحد برنت في المتوسط لتحقيق توازن في ميزانيتها هذا العام بحيث تتعادل عندها الأرباح والخسائر في وقت تحتاج فيه البحرين إلى 96 دولارا للبرميل الواحد وفقا لبيانات وكالة التصنيف العاملي فيتش.

بينما الدولة التي يعد النفط عمودها الفقري الرئيسي المملكة العربية السعودية والتي تعد أكبر مصر للنفط تحتاج لأن يكون سعر البرميل الواحد 91 دولارا لتحقيق نقطة التعادل في الأرباح والخسائر في وقت تحتاج فيه سلطنة عمان إلى 82 دولارا للبرميل والإمارات إلى 65 دولارا وقطر إلى 55 دولار.

أما الجزائر فتحتاج سعر يبلغ 109 دولارا للبرميل وأنجولا 55 دولارا للبرميل وفقا لبانات صدرت عن صندوق النقد الدولي، أما عن فنزويلا وليبيا فيحتاجون إلى أن يكون سعر البرميل الواحد 100 دولارا لتحقيق التوازن هذا العام بينما العراق يحتاج لسعر 60 دولارا وإيران 195 دولارا للبرميل.

أما الدول المنتجة للنفط من خارج أوبك، مثل دول روسيا والمكسيك وكازاخاستان فإنها تحتاج متوسط اسعار 42 دولارا و49 دولارا و58 دولارا على الترتيب.

بينما يتوقع صندوق النقد الدولي ان تنخفض معدلات النمو الاقتصادي لهذا العام في دول الشرق الاوسط بسبب الانخفاض الكبير في اسعار النفط، وفقا لمعهد التمويل الدولي أيضا، في وقت تشير تقديرات اقتصادية إلى أن معدل النمو الاقتصادي للسعودية سيبلغ 0.7 بالمائة للعام الجاري بانخفاض بلغ 2 بالمائة عن توقعات سابقة بينما الكويت سيكون الانخفاض مماثلا تقريبا، بواقع 0.8 بالمائة في معدلات النمو باالمقارنة بـ 2.8 بالمائة أما العراق فمن المتوقع أن يحدث انكماشا في الاقتصاد بنسبة 0.3 بالمائة بدلا من أن ينمو بنسبة 3.2 بالمائة أما عن إيران فإنه يتوقع أن يتقصل الاقتصاد فيها بنسبة 8.4 بالمائة مقارنة بالتوقعات بتراجع 5.1 بالمائة.

ووفقا لتقديرات معهد التمويل الدولي فإنه في حال كان متوسط سعر النفط 40 دولارا للبرميل الواحد فهذا سيؤدي إلى أن تكون 9 دول مصدرة للنفط في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تنخفض في أربحاها من المنتجات الهيدروكربونية ما يبلغ 192 مليار دولارا.

الدول الأكثر تأثرا

ووفقا لما نقلت وكالة الأناضول عن مارك روسانو محلل الطاقة بشركة بريمري فيجن لرصد الوضع التسويقي فإن المملكة العربية السعودية هي الدولة التي ستكون أكثر تضررا جراء تلك الاسعار المنخفضة، في وقت تحدث فيه عن أن دول مثل الإمارات وقطر سيكون الضرر عليها أقل مع وجود صندوق الثروة السيادي، بينما أشار إلى دور الغاز المسال مع قطر التي تستفيد منه بشكل ضخم في ظل تلك الازمة.

أما عن السعودية فيكفي ان نقول ان الصين قامت بالفعل بإلغاء 10 شحنات من النفط الخام، في شهري إبريل/ نيسان ومايو/ آيار من النفط السعودي، مع توقعات بأن تسوء الأمور أكثر، في وقت تحدث فيه عن أن التوقعات تشير إلى أن متوسط اسعار النفط هذا العام لن تبارح الثلاثين دولارا للبرميل الواحد.

بينما ذكر المحلل الاقتصادي مارك روسانو أن الدول التي ستعاني من التأثر الأكبر هي السعودية ونيجريا وأنجولا والعراق وإيران.

موضوعات تهمك:

اسعار النفط وسط حرب ضروس.. من يخسر الحرب؟

دول أوبك بلس تتفق على ضبط سوق النفط

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة