إدلب واقع مزري وبؤرة خصبة لفيروس كورونا

مصطفى حاج بكري19 مارس 2020آخر تحديث :
إدلب واقع مزري وبؤرة خصبة لفيروس كورونا

المحتويات

كارثة إنسانية تهدد إدلب

يمكن القول أن هناك كارثة إنسانية تهدد مدينة إدلب السورية يعيش الناس هناك ظروف صحية سئئة للغاية.

يقول الخبير الصحي محمد العيسى: إن ظروف النظافة سيئة للغاية. في الوقت الذي ينتشر فيروس كورونا داخل منطقة الشرق الأوسط. وفي سوريا على وجه التحديد، قد يكون هناك صعوبة في تطويق نتائج الوباء تقريبًا. سوريا بعد 9 سنوات من الحرب ، انهارت آليات الصحة العامة بكافة أشكالها في مختلف أنحاء الداخل السوري، وفي محافظة إدلب تحديدا، المحافظة الأخيرة التي تديرها الثورة في الشمال الغربي من البلاد، لا تستطيع المنظمات الإغاثية والطبية تقديم الرعاية الصحية بانتظام،

ويضيف خبير الصحة العامة محمد عيسى. ردا على سؤال الساعة 25 الذي حدثنا عبر خدمة سكايب عن الواقع الصحي الذي تعيشه مدينة إدلب

  • هناك مخاوف كبيرة من انتشار فيروس الكورونا في سوريا. هل هذا الخوف مبرر؟

نعم بالتأكيد النظام يقول إنه لا توجد أي حالات كورونا في سوريا  ولكن هذا كلام مشكوك فيه. فالحدود بين سوريا والعراق مفتوحة كليا ولا يوجد رقابة على القادمين والمغادرين وكذلك الأمر بالنسبة للمطارات التي تحط فيها الطائرات القادمة من ايران،  التي أصبحت ثاني بؤرة للمرض بحسب تصنيفات الصحة العالمية ويوجد بها عدد كبير من البشر المصابين بالفايروس. وكذلك الحدود اللبنانية رغم إغلاقها من قبل السلطات اللبنانية لكن المعابر اللاشرعية التي يشرف عليها حزب الله مازالت تعمل بطاقتها القصوى والمعلوم أن المرض تفشى في لبنان إلى حد كبير، لذلك نقول إن هناك بالتأكيد أشخاص مصابين في سوريا. تصريحات الحكومة السورية، التي مازالت تصر على النفي وتعلن لمواطنيها أن الحالات الموجودة في المشافي كلها خضعت للفحص وجاءت نتيجة هذه الفحوصات سلبية.

دمشق واللاذقية بؤرة لللمرض

يتابع عيسى: راقبنا العديد من الصفحات وتواصلنا مع الكثير من  النشطاء والمراقبين، خاصة في دمشق ومنطقة اللاذقية، كلهم يشيرون بشكل غير مباشر إلى إصابة العديد من مواطني هاتين المحافظتين بالفيروس نتيجة احتكاكهم المباشر بالقادمين من إيران والعراق. ومع ذلك، لا نستطيع إلا أن نؤكد ذلك من مصادر مستقلة وخاصة في ظل التكتم الشديد الذي يفرضه النظام. بالإضافة إلى ذلك لم يعد هناك مواطنين يتنقلون بين مناطق النظام والمناطق الخاضعة للثوار منذ التصعيد العسكري الأخير الذي تزامن مع تفشي المرض في أنحاء العالم.  وقد تحدثت العديد من  التقارير على وسائل التواصل الاجتماعي أن الأطباء الذين يتحدثون عن عدوى الكورونا وتفشيها في سوريا يتعرضون لعقوبات صارمة قد تصل إلى حد القتل أو التغييب القسري.

 دكتاتور وكورونا خطر يهدد السوريين

سؤال من الساعة 25: المعلوم أن الرئيس السوري بشار الأسد ديكتاتور يتصف بالوحشية والقسوة وخاصة بمن يشك بمناهضته لنظامه الطائفي ولكن ماهو السر في نكران وجود الفايروس واخفاء الواقع الصحي عن مواطنيه.؟

يجيب عيسى: نحن ندرك بالفعل أن النظام لا يتعامل مع الحقائق هو ينكر أي شيء. هكذا اعتاد التعامل سابقا كان هناك تفشي لشلل الأطفال في سوريا في العام 2013، لكن النظام لم يكشف عن حالة واحدة منها وأصر على النكران رغم التقارير من منظمات دولية تؤكد وجود مثل العديد من الحالات. لقد اتخذنا حينها إجراءات وقاية حيث ضاعفنا حملة اللقاح في مناطق المعارضة. وبغض النظر عن تفشي المرض من عدمه في مناطق النظام الذي يخفي دوما الوقائع لأسباب نجهلها، نحاول نحن أن نتخذ إجراءات تساهم في عدم وصول المرض إلى إدلب فالوضع سيصبح كارثيا في حال انتشر فيروس كورونا أو أي مرض معد في مخيمات اللجوء التي تشهد كثافة سكانية غير مسبوقة. يحاول النظام السوري الآن اتخاذ إجراءات في بعض المؤسسات العامة والجامعات لكن هذه الإجراءات وصفت بالبدائية والمتخلفة سخر منها حتى الموالين له وهم يتناقلون صور لطريقة المكافحة التي يجريها من خلال رش المبيدات الحشرية وطريقة عيش الخاضعين للحظر الصحي.

الحدود المفتوحة مع العراق وإيران ستنشر المرض أن لم تكن نشرته بالفعل

يتابع عيسى: طالما بقيت الحدود مفتوحة ، لن يتوقف التهديد بوصول الفايروس . إيران هي واحدة من الدول الأكثر تأثرا بفيروس كورونا، ومع ذلك لازالت الخطوط الجوية مفتوحة بين البلدين. وهذا ينزر بكارثة قادمة لامحالة.

لم يكن الواقع الصحي في سوريا جيدا يوما ما، وفي السنوات التسعة الأخيرة شهد تراجعا كبيرا بسبب النزاع المستمر حتى الآن. الرعاية الصحية لمؤسسات النظام الأسدي لاتشبه أي مكان في العالم فغرف الحجر الصحي التي يجبر بعض المشتبه بإصابتهم بالفايروس على العيش فيها لا تنطبق عليها أي شروط صحية والنظافة فيها معدومة. وفي ظل هذه الظروف السيئة يجبر الأطباء على التعامل مع المرضى والمصابين وتتخوف الطواقم الطبية من الانتشار الفايروس بينها لكنها تلتزم الصمت فالبلد تعيش حالة طوارئ منذ أكثر من خمسين عاما.

صحة إدلب1

خطر يهدد إدلب إن لم نسارع لاجراءات فعالة

سؤال الساعة 25: في إدلب تحديدا ماذا تتوقع أن تكون النتائج في حال انتشار الفايروس في هذه المحافظة لا سمح الله وخاصة أن هناك معارك وقصف مازالت مستمرة منذ كانون الثاني / يناير الماضي .

عيسى: يعيش حوالي أربعة ملايين إنسان في شمال غرب سوريا. نزحوا نحو الحدود بسبب هجوم النظام الأسدي والمليشيات الداعمة له، وهناك أكثر من مليون بين نازح ومقيم في مدينة إدلب إنهم يعيشون مساحة صغيرة للغاية. إذا انتشر فيروس كورونا هناك ، فإن الكثير من البشر سيصابون بالعدوى في غضون وقت قصير. لا توجد أي حالات مؤكدة حتى الآن. ولكن ولكن في الوقت نفسه لانستطيع الجزم بأن إدلب خالية من الإصابات، لأنه لا يمكننا في ظل هذا الواقع المرير من إجراء اختبارات على عينات واسعة من البشر.. نأمل أن نتمكن من الحصول على معدات فحص وكوادر طبية مؤهلة تستطيع اجراء فحوصات على نطاق واسع كما وعدنا إضافة إلى تجهيز قاعات للحجر الصحي برعاية من منظمة الصحة العالمية.

صحة إدلب2صحة إدلباقرأ/ي أيضا:

بدء حملة فحص ضد كورونا في الشمال السوري

وقف إطلاق النار في إدلب يدخل حيز التنفيذ

محاولة تسلل نحو إدلب، والمعارضة تتصدى

التعليقات

عذراً التعليقات مغلقة

اكتب ملاحظة صغيرة عن التعليقات المنشورة على موقعك (يمكنك إخفاء هذه الملاحظة من إعدادات التعليقات)
    الاخبار العاجلة