كيف نربي أبنائنا ؟ على العيب و العادة ؟ أم الحلال و الحرام ؟

محمد كمال الشريف26 أكتوبر 2018آخر تحديث :
كيف نربي أبنائنا.. العيب والعادة أم الحلال والحرام؟

تربية الأبناء على العُرف

كيف نربي أبنائنا ؟ على العيب؟ و العادة؟ أم الحلال الحرام؟

” تربية الأبناء على العرف مقال د. محمد كمال الشريف استشاري الطب النفسي والمفكر الإسلامي، حول العرف والشرع الديني وعن المعروف والعرف والتقاليد ومعانيهم.. الإجابة في المقال التالي”..

العرف الذي أمرنا الله تعالى أن نأمر به فهو المعروف. قال ابن كثير – رحمه الله – عند تفسير الآية المذكورة: (العرف: المعروف، وقد أمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم، أن يأمر عباده بالمعروف، ويدخل في ذلك جميع الطاعات).

اقرأ/ي أيضا: كيف جعلنا العيب أكبر من الحرام عند أبناءنا؟

وقال القرطبي في تفسيره للآية نفسها: (قوله تعالى: {وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ} أي بالمعروف).

فكل حرام بين منكر، وكل حلال بين معروف، والعرف مرادف للمعروف. أما العرف بمعنى العادات والتقاليد، وما تعارف عليه الناس فيما بينهم، فإنه مصطلح نشأ بعد النبي صلى الله عليه وسلم، والقرآن يفهم حسب اللغة العربية التي كانت أثناء نزوله، أما ما جد من معان واصطلاحات، فمن الخطأ تفسير القرآن بمقتضى دلالاتها ومعانيها.

اقرأ/ي أيضا: هل نربي أبنائنا على الرياء؟

وقد يقال أن الفقهاء المسلمين أعطوا العرف مكانة عالية في التشريع الإسلامي، والبيت المشهور في هذا العرض الذي أورده ابن عابدين في رسالة (رفع الانتقاد):

والعُرْفُ في الشرع له اعتبار لذا عليه الأمر قد يدار.

صحيح أن للعرف اعتباراً في الشرع، لكن على أنه مفيد في فهم النصوص، وفض النزاعات، والقضاء بين المتنازعين، وتحديد بعض ما لم يحدده الشرع، كمقدار نفقة المطلقة الحامل، وعدد أيام الحيض، وكذلك عند الفتوى للناس.

اقرأ/ي أيضا: كيف نربي أبنائنا؟ على الحلال والحرام؟ أم العيب؟

وأما أن يكون العرف مصدراً للقيم والأخلاق والأحكام، من تحليل، وتحريم، وتحسين، وتقبيح، فلم يقل به فقيه معتبر.. إذ التحليل والتحريم من حقوق رب العالمين، ولم يرد في الإسلام أبداً أن المجتمع من خلال عاداته وتقاليده وأعرافه، له أن يحل حلالاً، أو أن يحرم حراماً. إنما للعرف السائد بين الناس في بلد من البلاد، أو بين أصحاب مهنة معينة، فائدة عظيمة في تحديد المقصود بالنصوص، كالعقود بين المتبايعين، أو المتآجرين، أو المتزوجين، وذلك عند اختلاف أصحاب هذه العقود، ولجوئهم إلى القضاء ليحكم بينهم، عندها يُحَكَّم العرف في هذه العقود، فيفهم الغامض فيها بحسب العرف المتعارف عليه في ذلك المجتمع؛ لذا كان مما قاله الفقهاء:

(العادة في عرف الشرع: كالشرط).
(التوابع التي لا تشترط عند العقد يعتبر العرف فيها، وبه يفصل عند المنازعة).
(إن الحكم والفتيا: يعتمد فيهما على العرف ويختلفان باختلافه).
(التعيين بالعرف كالتعيين بالنص).
(اعتبار الوسع – أي: في النفقة- مبني على العادة).
(العرف: شاهد لمدعيه).
(كل ما لم يحد شرعاً: يحال على العرف).

اقرأ/ي أيضا: لماذا ننجب أولادنا؟

إلى غير ذلك من أقوال تؤكد أهمية المتعارف عليه بين الناس عند الفتيا، وعند فض النزاعات؛ إذ يستعان بالعرف لفهم مدلول عبارة اختلف على مدلولها في عقد بين متعاقدين، كأن يختلف المتعاقدان على المقصود بالجنيه في العقد، هل هو جنيه مصر، أم الجنيه الإسترليني…. وقد لا يكون نوع الجنيه مذكوراً في العقد، فعندها يلجأ القاضي إلى العرف كي يفصل في القضية، وليحدد المقصود بالجنيه الذي ذكر في العقد دون تحديد نوعه. وكذلك عندما يستفتى عالم، في يمين حلفه رجل، أو عبارة مبهمة، هل هي طلاق أم لا…. إلى غير ذلك، حيث يفتي العالم، مستعيناً بعرف البلد.

اقرأ/ي أيضا: مشكلة التقاليد مع الدين الإسلامي

وقد أورد أبو عجيلة في كتابه: (العرف) قول البهوتي: (ولا يجوز أن يفتي فيما يتعلق باللفظ كالطلاق، والعتاق، والأيمان، والأقارير، بما اعتاده هو من فهم تلك الألفاظ، دون أن يعرف عرف أهلها والمتكلمين بها، بل يحملها على ما اعتادوه وعرفوه، وإن كان الذي اعتادوه مخالفاً لحقائقها اللغوية).

اقرأ/ي أيضا: الإسلام ثورة وعدوها التقاليد

لديك كنز من المعلومات في قسم بنون، ويرتبط باساليب فهم و تربية الاطفال و المراهقين، اذا كان لديك ابن او ابنه في سن الطفولة أو المراهقة او قريب من سن المراهقة، فمن المهم ان تتطلع على هذا القسم و به الكثير من المقالات المكتوبة بقلم المفكر الاسلامي واستشاري الامراض النفسية الدكتور محمد كمال شريف الرابط هنا

 

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة