رفعت الاسد ومحاكمة غسيل النظام

سلمى المهندس18 يونيو 2020آخر تحديث :
رفعت الاسد

قررت محكمة في العاصمة الفرنسية باريس، سجن رفعت الاسد عم رئيس النظام في سوريا بشار الأسد، أربعة سنوات في اتهام له بغسل الأموال والفساد المالي، وذلك بعد إدانته بتهمة الاختلاس من أموال الشعب السوري لشراء منازل ومكاتب بقيمة 90 مليون يورو، بينما قال محاموه أنهم سيطعنون ضد الحاكم الصادر ضده.

كما قررت المحكمة أيضا مصادرة أملاك رفعت الاسد في العاصمة الفرنسية باريس والعاصمة البريطانية لندن، كما لم يحضر عم بشار الجلسة بسبب إيداعه المستشفى بسبب نزيف داخلي في ديسمبر الماضي ولا يزال في المستشفى حتى اليوم ولم يحضر الحكم ضده بينما حضر محاميوه.

هدايا سعودية

القضية بدأت منذ عام 2014، عنما قدمت منظمة شيربا القانونية غير الحكومية التي تدافع عن ضحايا الجرائم الاقتصادية شكوى تقول أن إمبراطورية العقارات المملوكة لعم بشار الأسد، تجاوزت دخله المعروف بكثير، وذلك في فرنسا حيث محل إقامته الحالية.

فيما قررت السلطات القضائية الفرنسية بعد خمس سنوات تقديمه للمحاكمة على جرائم ارتكتب بين عامي 1984 و2016، بما في ذلك اتهامات بغسيل أموال منظم واحتيال ضريبي واختلاس أموال الشعب السوري، بينما بدأت المحاكمة بالفعل في التاسع من ديسمبر الماضي.

وقال الأسد وقتها أن تلك الأموال غير مسروقة وإنما هي وهبة وهدايا قدمت إليه من العائلة المالكة في المملكة العربية السعودية، وهي التي تشمل منزلين في باريس ومزرعة خيول وقصر و7300 متر مربع من المساحات المخصصة للمكاتب في مدينة ليون الفرنسية.

وإضافة إلى ذلك صادرت السلطات الفرنسية عدد كير من العقارات الفاخرة. بينما يمتلك رفعت الأسد وعائلة نظام بشار نحو 507 عقارا في إسبانيا تقدر قيمتها كليا بنحو 695 مليون يورو، بينما صادرت السلطات الإسبانية عام 2017 في إطار التحقيقات المنفصلة في انشطة غسل الأموال عدد كبير من الممتلكات.

ولا يعرف حتى الآن مصير تلك الممتلكات المصادرة، وما إذا كانت ستسدد قيمتها لنظام بشار الأسد أم لا!

رفعت الاسد المجرم

رفعت الاسد

في ظل الثورة السورية القائمة ومئات الآلاف من الضحايا في ظل الحرب الشنعاء على الشعب السوري ومقدراته وحياته وتهجير الملايين، لا ننسى أن نقول أن عم بشار الأسد هو الرجل الأقوى نفوذا في سوريا خلال عقود.

كان الأسد العم، قائدا عسكريا والذراع الأيمن لحافظ الأسد، حتى وفاته، كما أن له جرائم شنعاء أبرزها جرائمه في حماة وغيرها من جرائم الإبادة الجماعية، ويعرف باسم جزار حماة، وهو الرجل الأول في تنفيذ تلك المذابح في عام 1982، وقتل وقتها نحو 20 ألف مواطن سوري.

وحاول الأسد تنفيذ انقلاب على أخيه لكنه فشل واضطر إلى الرحيل عن البلاد لفترة طويلة، وبعد وفاته أعلن عن كونه الخليفة الشرعي لحافظ لكن بشار تولى السلطة.

ونرى ان السلطات القضائية في أوروبا تغاضت عن كل تلك الجرائم وبدأت في محاكمة رفعت الأسد في قضية وإن كانت كبيرة جدا كسرقة وغسيل أموال وجرائم فساد أخرى، إلا أنها لا تأتي شئ في مجمل جرائمه وجرائم النظام، الذي لم يحاكم على جرائمهم فيه سوى بضعة ضباط على جرائم تعتبر فردية ولم يتم تقديم أي تهمة حقيقية تعبر عن الجرائم الممنهجة التي نفذها هؤلاء بحق الشعب السوري.

وبناءا على ذلك فإنه لا يمكن أن نقول أن تلك القضايا، هي قضايا غسيل أموال وفساد مالي، ولكنها قد تتراءى لنا وللكثيرين جرائم غسيل رفعت الأسد ونظام أخيه وابنه، وكأن كل مشكلة نظام بشار وعائلته وحاشيته أنهم لصوص فقط!

موضوعات تهمك:

قانون قيصر وسببه الحقيقي وهل يسقط بشار؟

رفعت الأسد رجل شبه أمي تولي أرفع المناصب

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة